ينطلق غدا الإثنين المؤتمر العالمي الأول لعمارة المساجد برعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، وحضور رئيس الهيئة العليا للسياحة والتراث الوطني، رئيس مجلس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، وذلك في المدينة الجامعية في حي الراكة بتنظيم جامعة الدمام (حالياً) جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل (سابقاً) وجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد. وأوضح عميد كلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام، رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر العالمي الأول لعمارة المساجد الدكتور عبدالسلام السديري أن المؤتمر يهدف إلى البحث عن التجارب الرائدة والحلول الذكية المتقدمة التي من شأنها دعم وتفعيل دور المسجد في تحقيق رسالته كمكان لعبادة الله سبحانه وتعالى بالإضافة إلى توفير العون والمساعدة للمجتمع الإسلامي في كافة الجوانب الثقافية والاجتماعية. وكذلك يهدف المؤتمر إلى خلق بيئة للحوار بين الباحثين والمتخصصين حول كيفية تعزيز الدور المحوري للمسجد في المجتمعات الإسلامية المحلية وكيفية إنشاء وتقوية الروابط المادية والاجتماعية والروحية بينه وبين المجتمع على مستوى الحي والمجاورة السكنية والمدينة، الذي من شأنه المساعدة في تحقيق أسلوب حياة مستدام وآمن وصحي واقتصادي للمجتمع المسلم. وأضاف السديري أن المؤتمر العالمي الأول لعمارة المساجد يهدف كذلك لإعداد رؤى مستقبلية استراتيجية لإيجاد وتنفيذ الحلول الإبداعية وتطويرها إلى براءات اختراع قابلة للتطبيق ومستدامة وذات جدوى اقتصادية، ودراسة تحليلية لدور المسجد ضمن نطاق الأحياء السكنية المحيطة بها بالإضافة إلى تسهيل وتشجيع والمساعدة في وضع أنظمة تخطيطية مستدامة وصحية ومرنة لتصميم وبناء واستخدام المساجد. ونوّه الأمين العام لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد الدكتور إبراهيم النعيمي بأدوار المساجد في حياة المجتمعات المسلمة أينما كانت وقال «كما أن المساجد أماكن للعبادة ومصدر الطمأنينة والسكينة والروحانية لكل مسلم، فإنها أيضا مراكز تجمّع للسكان المحيطين بها، تُقرّبهم من بعضهم، وتبث فيهم كريم الأخلاق ونافع العلم بما تحويه من نشاطات دينية وعلمية واجتماعية متعددة. وهي أيضاً عناصر حضرية مهمة في المدينة يتمركز حولها نمو المدينة. وأضاف «لا يمكن فهم تطور تقاليد العالم الإسلامي المعمارية المختلفة دون دراسة تطور عمارة مساجدها. إذ إن المسجد كان عنصراً أساسياً في تعريف هذه التقاليد، وتحديد معالمها في فترات عديدة، وأيضاً فإن الإبداع في عمارة العالم الإسلامي غالباً ما ظهر في أوضح معالمه في عمارة المساجد على سبيل المثال في المساجد العثمانية». وقال الدكتور عبدالسلام السديري عميد كلية العمارة والتخطيط في جامعة الدمام ورئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر عمارة المساجد إن المؤتمر سيتناول عديدا من المحاور المهمة التي تتعلق بالمواضيع المعاصرة لبناء المساجد من خلال التطرق إلى الخبرات العملية الرائدة والاستفادة من خبرات التصميم المعماري المبتكر، والحلول التصميمية كالنواحي الوظيفية، الشكل، النظام، النمط، والجمالية وما إلى ذلك، وكذلك النظر في الظروف البيئية وقضايا الاستدامة والتواصل مع المهنيين والمختصين بكافة أنحاء العالم. وأضاف «سوف ترّكز المحاور الخاصة بالمؤتمر على إدارة المرافق والصيانة للمساجد، والمساجد والمحيط الحضري وتعزيز التماسك الاجتماعي في الأحياء والمناطق السكنية، كذلك دعم الصحة البدنية والروحية للمسلمين وغيرهم. بالإضافة إلى التغيرات المستقبلية في صناعة البناء والتشييد، وسياسات التخطيط المستقبلية للمساجد في البلدان الإسلامية والمراكز الإسلامية في البلدان الأخرى». وأشار الرئيس التنفيذي للجان المؤتمر سيتحدث من داخل المملكة في إحدى الجلسات الأمير خالد المقرن آل سعود، والمهندس زهير فايز ومن خارج المملكة الدكتور عبدالواحد الوكيل وهو من رواد وعمارة المساجد والمهندس امري آرولات من (تركيا) معماري تركي مشهور بكيفية توظيف الطبيعة والمحتوى وله عدة تصاميم مشهورة منها مسجد غار حراء بتركيا، وكذلك أشرف سلامة وطارق حسن من بريطانيا وربيع رفعت من أستراليا وجميعهم لهم مكانتهم العلمية والعملية وتجارب وخبرات واسعة في هذا المجال. وقال رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر السديري عميد كلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام إن المؤتمر العالمي الأول لعمارة المساجد تحت عنوان (الخبرات العلمية الرائدة والحلول القابلة للتطبيق) سيطرح عديدا من أوراق العمل والبحوث المتعلقة في بناء المساجد والتصميمات المعمارية في المساجد بمنطقة الشرق الأوسط، وكذلك الطاقة والاستدامة في عمارة المساجد وعرض بعض التجارب والتطبيقات في بعض الدول المجاورة كما سيصاحب المؤتمر عدة فعاليات من ورش عمل، ومعرض يشارك فيه عديد من أصحاب الخبرات الواسعة المعنية بأبرز تقنيات عمارة المساجد، وأيضاً منتديات للنقاش. كما قال النعيمي «سيكون هناك حضور باحثين ومهنيين ومختصين من عدة دول أوروبية وآسيوية وعربية مختلفة للمشاركة في فعاليات المؤتمر لإيجاد حلول غير تقليدية لحل المشكلات التي تواجهها المساجد في العالم الإسلامي التي تشمل على سبيل المثال (استهلاك الطاقة، استهلاك المياه، استخدام مواد صديقة للبيئة.. إلخ)». وذكر أمين الجائزة إن جامعة الدمام ممثلة بكلية العمارة والتخطيط بالتعاون مع جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد عملت دراسة لنماذج لعدة مساجد على مستوى المملكة، وقال «تم تكوين لجنة جديدة الآن يرأسها كل من عميد كلية العمارة والتخطيط عبدالسلام السديري وأمين الجائزة وبعض المهندسين المعنيين للوقوف على نماذج تصميمية من (أ) إلى (ي) خاصة بالمساجد تعطي لمن لديه الرغبة في بناء مسجد ونحن بصدد العمل على (كود) بناء خاص بالمساجد من خلال هذه اللجنة آخذة بعين الاعتبار هذه التصاميم والنماذج وكيفية حماية المسجد من خلال التصميم ودور النسيج العمراني المحيط في حمايته «الأمن الاجتماعي» وكلها توجيهات مباشرة من رئيس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، للحفاظ على المساجد بما يتناسب مع أحدث التصاميم والتقنيات الحديثة لعمارة المساجد.