كل يوم في طريقي إلى عملي ألتقي عن شمالي منشأة تجارية عبارة عن محطة وقود ومحلات تجارية ومسجد ذي بناء جميل، وبعد عدة كيلومترات وعلى يميني أصادف مبنى من أروع المباني تصميماً، يتكون من عدة أدوار وفي مساحة شاسعة من البناء، أعد ليكون مستشفى تجارياً رائداً في منطقة الباحة، المشروع الأول والمشروع الثاني يقعان على أهم طرق المنطقة وهو طريق المطار، ويكلفان عشرات الملايين من الريالات. ليس ثمة أمراً غريباً حتى الآن، ولكن الغرابة وما يدعو للندامة أن هذين المشروعين نتيجة خلافات عائلية وخلافات بين الشركاء تعطلا لما يربو على أكثر من عشرين عاماً، مما أدى إلى ضياع عوائد كبيرة كانت ستصب في اقتصاد بلدنا بشكل عام، هذان المثلان اللذان أصبحهما وأمسيهما يومياً يدعوانني إلى التساؤل: أين دور الجهات الحكومية؟! كيف يُقبل أن تبقى هذه الموارد معطلة؟ هل هناك تشريعات تمنع أن تهدر هذه الموارد ولا يستفاد منها؟! ألا توجد محاكم تبت سريعاً في مثل هذه القضايا؟! كذلك أين دور لجنة إصلاح البين التي أسسها أمير المنطقة؟! أين هي من مواضيع مهمة كهذه تعد اختباراً قوياً لمدى فاعليتها ودورها خاصة إذا ما أخفقت الجهات الحكومية المعنية؟! أتمنى أن ينال هذان الموضعان عناية أمير منطقة الباحة ويساند لجنة إصلاح البين في المنطقة لحل إشكالية الخلاف بين الفرقاء، والأمير كانت له أدوار مهمة في عتق عدد من الرقاب بالمنطقة، وليس هذا النزاع بصعوبة تلك المعضلات التي أنجزها.