كلينتون ومنذ نعومة أظفارها، وهي طالبة الامتياز النّجيبة الّتي اجتهدت، لتفهم بروتوكول الوصول للسلطة، لكنّها رغم كلّ شيء خسرت حلم القيادة. هل تمتلك هيلاري هوسا يجعل الجموع تلتف حولها أوتوماتيكيّا ويطمئنون لتسليمها الدّفة كما هو الحال مع انبهارهم بهوس القادة عبر التّاريخ؟ حتّى وإن كان الإبحار معهم بشراع رثّ يترنّح وسط أمواج حمم بركانيّة ملتهبة؟ لا، بل إنّ حملتها حاولت التّسويق لنموذج قيادي لا يأبه بنزعة الإنسان الفطريّة «للشّعور» بأنّه في الطّليعة! النّاس عادة لا تأبه بهراء ما تقوم به، بل ما يهمهم هو «لماذا» تقوم بما تقوم به….»! السّبب الّذي يدفع بمواطن أمريكي للتّصويت ل «ترامب» لا «كلينتون» هو فعليّا لاعتقاده بأنّ الأول يفهم العالم أكثر. وهو من خلال تصويته له يريد أن يبرهن للعالم أجمع بأنّه في الطّليعة. كلينتون مثل كثر، حفظت عن ظهر قلب ما تم تلقينه لها خلال حياتها بأن وصفة النّجاح هي التّمويل الجيد والموظّفون الجيّدون وظروف المناخ المناسبة. ولكن على الرّغم من جودة الخطط الّتي قدّمتها هيلاري، الّتي قد لا يختلف معها أحد عليها ممن قاموا بانتخاب منافسها الّذي كان منسجما مع كل أنواع النّزق الواردة في قاموس الأخلاق، إلّا أنها فشلت كونها لم تحسب حساب أن يقال لها: «نحن لا نصدّقك، لا نحتاج خططك، لا نحبّها، بل وفي الواقع أنتِ تخيفيننا بها!!» بينما كل ما كان يقوم به منافسها يعبّر تماما عن ما «يؤمن» به! شاهدوه يشتم ويتصارع، بينما كلينتون لم تجرؤ حتّى على صفع زوجها حين أهان أنوثتها على الأشهاد! كل ذلك من أجل صورة المرأة المثاليّة لأوّل «سيّدة رئيسة» في تاريخ بلاد العم سام. الأمريكان لا يشترون هكذا منتجا..! ولا يريدون قائدا لشخصه.. بل من أجل أنفسهم.