جذب الحنين إلى الماضي آلافاً من زوار مهرجان «سفاري بقيق» الذي يقام حالياً في محافظة بقيق على طريق الدمامالرياض السريع، نحو أكثر من 200 سيارة قديمة كانت تستخدم في البادية. ووقف ملاك السيارات القديمة الذين ما زالوا يعيدون الحياة لسياراتهم التي تجاوزت أعمار بعضها أكثر من 50 عاماً في منظر لافتٍ بألوان سياراتهم الزاهية التي كانت تستخدم آنذاك لاتصافها بالقوة وتحمل مشقة الصحراء ومجاهلها وطرقها الوعرة. وأوضح المشرف على السيارات القديمة والكلاسيكية في «سفاري بقيق» سعيد الهاجري، أن السيارات المشاركة جاءت من أربع دول من دول مجلس الخليج العربي، بالإضافة إلى عدد كبير من داخل المملكة، مؤكداً أن جميعهم يعتبرون في فريق واحد ولهم مشاركات عديدة في دول الخليج. وأشار إلى أن عدد السيارات المشاركة في المهرجان تصل إلى أكثر من 250 سيارة من دول الخليج التي تنتهي موديلاتها إلى عام 1987م وما دونها إلى موديلات السبعينيات والستينيات التي ازدهرت فيها تلك السيارات في البادية داخل المملكة والخليج بشكل عام. واعتبر الهاجري أن المشاركات مميزة لوجود التنوع بين الموديلات والطرازات من أنواع مختلفة من فئة ال»بيك أب»، مبيناً أن أغلبية كبار السن من زوار المهرجان وقفوا كثيراً أمامها واسترجعوا ذكريات الماضي الجميل وذكريات الطفولة وامتلاكهم وآبائهم مثل هذه السيارات، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن كثيراً من زوار المهرجان من الجيل الحالي يستهوي مثل هذي السيارات، ويلتقطون الصور لها لندرتها ولألوانها الزاهية. من جهة أخرى، حظيت فعاليات مضارب البادية المصاحبة لمهرجان «سفاري بقيق»، بإقبال كبير من الزوار، الذين تابعوا باهتمام العروض التي نفذها الهجانة المشاركون في الفعالية مع 250 رأساً من الهجن المدربة. وذكر المشرف على قسم الهجن والخيل في المهرجان مطلق الجعيد، أن اللجنة المنظمة عمدت هذا الموسم إلى إشراك جميع أنواع الهجن والخيول المدربة، البالغ عددها 250 رأساً، وقدَّمت عروضاً ومسابقات مختلفة، وأتيح للزوار في بعضها فرصة المشاركة بركوب الهجن والخيل المدربة بمساعدة الهجانة والفرسان الذين حضروا في المكان، وشرحوا للزوار كيفية تدريب الهجن والخيول، كما تطرقوا إلى أسعارها بحسب فصائلها وأنواعها. وعدّ مشاركة الهجانة في سفاري بقيق لهذا العام، امتداداً لمشاركتهم في مهرجاني عكاظ والمدينة المنورة، مؤكداً حرص القائمين على المهرجان لتقديم فعاليات هذا الموروث الشعبي، بهدف تعريف الأجيال الجديدة به، وإبراز أهمية الهجن والخيل الذي كان سمة وهوية يعتز بها الآباء والأجداد في الماضي، ويعتمدون عليها في قضاء كثير من الأمور الحياتية.