نجح محافظ الغاط، عبدالله الناصر السديري، في استمالة الهيئة العامة للسياحة والآثار لتعضيد جهوده الرامية نحو استغلال الجوانب الإيجابية في محافظته، وتنميتها وتسويقها، هدفاً لجعلها مزاراً لقوافل السياح، وتوجهاً لرجال المال والأعمال لإنشاء النزل الريفية والمراكز والمدن الترفيهية والمنتجعات، فضلاً عن توظيف المزارع القديمة المنتشرة في المحافظة بهيئتها القديمة، لتكون مقصداً لسكن لزوار ليقفوا على طبيعة الحياة القاسية هناك قبل مئات السنين، وإعادة الحياة لمتنزهات مطمورة كانت عبارة عن عيون جارية، ولكن مع توالي تناقص هطول الأمطار خلال العقود الماضية أصيبت تلك العيون بالجفاف، وغدت أطلال تنبئ عن حضارة سادت ثم بادت. لقد سيرت الهيئة الخميس ما قبل الفارط قافلة قوامها ثلاثون رجلاً من رجال الصحافة والإعلام يمثلون القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء والصحافة الورقية والإلكترونية والكتاب والمصورين.. وتعدّ القافلة رقم 13 التي تسيرها الهيئة بغرض الوقوف على المنجز السياحي، وقد مثّل الهيئة في هذه الرحلة الزميل الأستاذ محمد الرشيد والأستاذ نايف العنزي، وكان في استقبال الوفد مدير فرع وزارة الزراعة بالمحافظة، سليمان صالح الصعب، وتولى عملية المرشد السياحي، أنا هنا وعبر هذه المساحة المحدودة لست بصدد استعراض الأماكن، ولكن للإشادة بحجم المنجز والنقلة التي أحدثتها الهيئة لإعادة الحياة لبلدة مطمورة، وسوق عبارة عن أطلال، واليوم أشبه بجنادرية مصغرة يزدحم بالمتسوقين والسائحين، فضلاً عن البائعات، وقد اتفق معي الزملاء على جودة المعروضات من إنتاج الأسر المنتجة، حيث تذوق الجميع منتج (الكشري) وأجمعت الأذواق على تميزه. الغاط تزخر بالعديد من الجوانب التي يمكن إبرازها، ولكن تأتي هنا الفطنة لاستغلال جانب الاستدامة في اقتصاديات المحافظة.