تعهَّدت المرشحة الديمقراطية للسباق الرئاسي الأمريكي هيلاري كلينتون، أمس، بأن تكون «رئيسة للجميع»، للذين صوَّتوا لها أو ضدها، وذلك عشية الانتخابات التي أحدثت انقساماً في البلاد وأثارت استغراباً في العالم بسبب حدة الحملة وتجاوزاتها. وقالت كلينتون «المهمة أمامي هي لمُّ شمل البلاد»، متهمة منافسها الجمهوري دونالد ترامب بأنه «عمَّق» عبر خطابه «الانقسامات» في صفوف الأمريكيين. وأضافت «لديّ عمل يقوم على لم شمل البلاد، وأريد فعلاً أن أكون رئيسة للجميع، للأشخاص الذين صوتوا لي والأشخاص الذين صوتوا ضدي». ونظم المرشحان في اليوم الأخير من حملتهما الانتخابية التاريخية تجمعات في عدد من الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تقرر هوية الرئيس المقبل. وبحسب آخر معدل لاستطلاعات الرأي أعلنه معهد «ريل كلير بوليتيكس» فإن كلينتون تتقدم بفارق 2,2% على خصمها دونالد تامب، وحظيت كلينتون ب44,9% من نوايا الأصوات على المستوى الوطني، مقابل 42,7% لترامب. وتوقف دونالد ترامب في محطات أمس بفلوريدا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا ونيوهامشير وميشيغن، حيث اختتم حملته بمهرجان. وهدف كلا المرشحين واحد، وهو جمع كل صوت يمكن أن يرجح لصالحه كفة الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات. وتعزز موقف المرشحة التي تقول إن خطها في الرئاسة في حال فوزها سيكون استمرارية لعهد أوباما، مع زوال مخاطر ملاحقتها في قضية بريدها الإلكتروني، إذ أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومي، الأحد، التمسك بقراره السابق الصادر في يوليو القاضي بعدم وجود مبررات لمقاضاة كلينتون على استخدامها خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني حين كانت وزيرة للخارجية. وكانت معركة كلينتون أصعب مما كان متوقعاً في مواجهة ترامب، الشعبوي الذي لا يتمتع بأي خبرة سياسية غير أنه يحظى بدعم شعبي لا يضعف، وهو يقدم نفسه على أنه دخيل على السياسة ومعارض لهيئات السلطة. واستغل ترامب مشاعر الغضب والخيبة التي تحرك شريحة من الأمريكيين في مواجهة العولمة والتغيرات الديموغرافية. ووعد بحلول بسيطة لجميع المشكلات المعقدة. لم يتردد في التفوه بأكاذيب وإهانة النساء والمكسيكيين والسود والمسلمين، وهاجم منافسته دون توقف، ونعتها بأبشع النعوت.