تنقض قناة «الدانة» غزلها أنكاثا دون قوة، وما يمكن أن يسمى «إنشادا وطنيا» ذلك الذي اشتغلت عليه القناة في بدء تدشينها؛ سرعان ما ألفيناه وقد ذاب في بركة ال:»ديوانية» التي لم أجد شيئا أشد شبها بها من بيت شَعر أصحابه من ذوي الثراء الفاحش أو هكذا أوحى لي ديكورها وشخوصها. وإذن.. فنحن الآن قبالة من يكون الأمر منه وإليه.. إنه «شيخ القبيلة» إذ يقطن: بيت الشعر؛ متوسطا صدر «الديوانية « ليعلن -دون أن ينبس أحد ببنت شفة- عن عزمه هذه الليلة على أن يفعل الآتي: 1- سيغزو آل فلان فقط لأنهم آل فلان. 2- وإن لم يعد «فلان» لسلوم القبيلة فالشيخ قرر الليلة أنه لا محالة طاخه.. طاخه (الطخ من الرمي)! 3- وسيكون الطرد من المضارب من نصيب من نخاه فزعة للمنيعة! وهاهنا عيب وشق جيب. 4- ولن يشرب من «خطروه» فنجانا من قهوته دون أن يحقق رغبتهم في السطو على «بني فلان»! كل مرة أتابع فيها حوارات «الديوانية» تتوكد لدي هذه الصورة التي يدار فيها هذا البرنامج البائس. فأندب آنذاك حظ منجزات «مركز الحوار الوطني»! وأتساءل: هل يمكننا أن نعد «النخب» من المتحاورين في الإعلام المحسوب علينا خارج نطاق بث مركز الحوار؟! فضلا عمن (توهق) وتجاسر على أن يكون مقدما . وكم هو مؤلم بالمرة أن يرانا ممن هم في الجوار -وفضائيا بتنا نجاور كل أحد- إي والله كم هو مؤلم أن نرى بهذه الغثائية والتسطح والاحتراب ذلك أن مبلغنا من الحوار لم يتجاوز سبابا وطعنا في الولاء للدين والوطن.. وإقصاء وتخندقا و.. و.. لكن إذا ما أدركنا أن غاية ما يرجوه صاحب البرنامج أن يكون له: «جمهور» وأن تكون حلقاته حديث الناس في مجالسهم أو في النت أدركنا أن الأمر لابد أن يكون كذلك لمن شاء نجومية على حساب دينه ووطنه وأهله. وبعد.. أليس في القناة من رجل رشيد؛ يفعل أي أمر من شأنه أن ينأى بالقناة عن هذه المهزلة التي لم تزدنا إلا تلوثا شرعياً وعقلياً واجتماعياً؟