رفض اللواء أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية دعماً للحكومة اليمنية ضد المتمردين، أن يكون التحالف قد فرض «حصاراً» على اليمن، معتبراً أن ما يجري هو «منع» و»مراقبة» للحؤول دون تهريب السلاح. وقال عسيري في تصريحات أمس «لا، لا يوجد حصار»، مضيفاً «ثمة مراقبة بحسب القانون الدولي، القانون البحري، القانون الجوي. المراقبة تختلف عن الحصار الذي يعني أن أياً كان ليس بإمكانه الدخول أو الخروج». وأضاف اللواء عسيري الذي تحدث بالفرنسية، «لكل مفردة معنى». وأوضح أن «المنع هو حرية حركة مع مراقبة، ما يعني إنه إذا انطلقت سفينة من جيبوتي باتجاه ميناء الحديدة (الواقع تحت سيطرة المتمردين في غرب اليمن)، قواتنا تصعد على متنها للتأكد من أن ما تنقله شرعي ولا يتعارض مع قرار مجلس الأمن 2216» الصادر العام الماضي، والذي «يمنع تهريب أي أداة حرب الى اليمن»، بحسب عسيري. وانتقد اللواء إعطاء «انطباع خاطئ بأن اليمن مغلق منذ 26 مارس 2015»، تاريخ بدء التحالف عملياته دعماً للرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر 2014. وأضاف «ثمة سفن ترسو في كل مرافئ اليمن، بما فيها تلك التي يسيطر عليها الحوثيون، مثل الحديدة، وتحمل الغذاء والمساعدات الطبية والأشخاص والبضائع». إلا أنه أشار إلى أن «الطائرات التابعة للمنظمات الإنسانية والأممالمتحدة» هي الوحيدة التي يحق لها الإقلاع من مطار صنعاء والهبوط فيه»، مضيفاً «هذه هي الطائرات الوحيدة التي لا تخضع للتفتيش». ورداً على سؤال عن منع الطائرات المدنية من استخدام المطار الدولي، أكد عسيري أن ذلك هدفه ضمان «سلامة» طائرات الخطوط الجوية اليمنية، و»ضمان عدم قيام الطائرات بتهريب أدوات الحرب». وذكر عسيري أنه يمكن للطائرات استخدام مطار مدينة عدن (جنوب) التي كانت القوات الحكومية استعادت السيطرة عليها في صيف العام 2015 بدعم مباشر من التحالف. ورداً على الخطر الذي سيواجه المدنيين في حال أرادوا الانتقال من صنعاء إلى عدن، في ظل الوضع الأمني المتدهور والمعارك على جبهات عدة، حمل عسيري مسؤولية ذلك إلى المتمردين. وتحدث عن وجود «حالة حرب» لاسيما منذ تعليق مشاورات السلام بين طرفي النزاع برعاية الأممالمتحدة في الكويت في أغسطس. وأضاف «نحن لسنا ملائكة. لكنها فترة استثنائية تتطلب إجراءات استثنائية. نتفهم الصعوبات التي يواجهها السكان في اليمن، إلا أن الوضع تحسن» باستثناء ثلاث مناطق هي صنعاء وصعدة (شمال) معقل الحوثيين، وتعز (جنوب غرب) التي يحاصرها المتمردون. واتهم عسيري المتمردين بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن باستثناء المناطق التي يتمزكزون فيها، وأنهم يقومون ببيعها بأسعار مرتفعة لتمويل عناصرهم أو الضغط على القبائل غير المتعاونة معهم.