نُظِّم إضراب عام أمس بدعوة من المجتمع المدني في بانغي عاصمة إفريقيا الوسطى للمطالبة بسحب قوة الأممالمتحدة "مينوسكا" المتهمة بعدم التحرك في مواجهة أعمال القتل التي ترتكبها المجموعات المسلحة. وأقام سكان بانغي المضربون سواتر ترابية في عديد من الأحياء لوقف حركة السير، وأغلقت البنوك والمحال التجارية. وعند الظهر، أطلق جنود الأممالمتحدة عيارات نارية في الهواء لتفريق متظاهرين كانوا متوجهين نحو المقر العام لقوة "مينوسكا" لتنفيذ اعتصام أمام المقر، وفق شهود. وقال منسق المجتمع المدني جيرفي لاكوسو "عبر بقائهم في المنزل، يعلن السكان التزامهم بتحرك المجتمع المدني المطالب بانسحاب قوة مينوسكا وأن الوضع لم يعد يطاق أمام أعمال القتل المنتشرة في كل أنحاء البلاد تقريباً". وأضاف إن "مهمة مينوسكا واضحة، هدفها تقليص انتشار المجموعات المسلحة. ولكن، حيث توجد قوات الأممالمتحدة هناك مجازر. المجتمع المدني يرى أن مينوسكا تتخذ موقفاً سلبيّاً ومتواطئاً". وقُتل عشرات خلال الأسابيع الماضية في هجمات شنتها مجموعات مسلحة في عدة بلدات خارج المدن. ونفت قوة "مينوسكا" التي تضم أكثر من عشرة آلاف جندي وشرطي بشدة اتهامات مماثلة في السابق. وقال المتحدث باسم القوة فلاديمير موتيرو في مقابلة مع إذاعة "نديكي لوكا" إنه "يجب عدم الكذب على سكان إفريقيا الوسطى بالقول إن لدى إفريقيا الوسطى قوات مسلحة يمكنها الدفاع عنهم. الحديث فقط عن المشكلات وعدم رؤية ما يتم القيام به، يعني الكذب على الناس". ودانت الحكومة مبادرة المجتمع المدني. وخرجت إفريقيا الوسطى للتو من فوضى الحرب الأهلية التي اندلعت في 2013 بعد قيام متمردي تحالف سيليكا بقلب الرئيس فرنسوا بوزيزيه. وأدى تمرد سيليكا وغالبية المنتمين إليه من المسلمين إلى تشكيل ميليشيات "أنتي بالاكا" المضادة له ذات الغالبية المسيحية. وأسهم تدخل قوة سنغاريس الفرنسية وقوة الأممالمتحدة في تقليص المجازر لكنه لم ينجح في فرض الاستقرار في أحد أفقر بلدان العالم.