تطلَّع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى «حدوث تطور» سياسي في لبنان، لكنه أبدى حذراً حيال إعلان زعيم تيار «المستقبل»، سعد الحريري، دعم النائب، ميشال عون، لرئاسة الجمهورية. وصرَّح الوزير الأمريكي لدى استقباله أمس نظيره الكويتي «نحن نأمل أن يتم تجاوز هذا المأزق الرئاسي الذي يؤثر على لبنان والمنطقة». ورداً على سؤالٍ صحفي؛ أجاب «نأمل بالتأكيد أن يحدث تطور في لبنان، لكنني لست واثقاً من نتيجة دعم سعد الحريري (لميشال عون)، لا أدري». ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية «الوطنية للإعلام» تصريح كيري، ولاحظت أنه نادراً ما يعلق على الشأن اللبناني. وأعلن الحريري، وهو رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، دعمه ترشح عون، وهو قائد سابق للجيش ورئيس لتكتل «التغيير والإصلاح» النيابي، لرئاسة الجمهورية. والمنصب شاغرٌ منذ سنتين و5 أشهر بانتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال سليمان. وأبدت ساسةٌ لبنانيون بارزون، ومنهم فؤاد السنيورة المقرب من الحريري، عدم تأييدٍ لترشح عون المتحالف مع حزب الله المدعوم إيرانياً والمصنَّف جماعةً إرهابيةً في دولٍ عدَّة. فيما عبَّر زعيم حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، عن تفاؤله. وأمَّل بعد لقائه عون أمس، تأييد الكتل النيابية للأخير. وصرَّح جعجع «أتمنى على الجميع انتخاب العماد عون، لكن في نهاية المطاف هذه انتخابات، وهناك من هو مع ومن هو ضد، والرئيس الحريري سوف يكلف ويؤلف الحكومة العتيدة». ورداً على سؤالٍ عن وجود مخاوف أمنية؛ أجاب رئيس حزب القوات «كانت لدينا إشكالية رئاسية كبيرة، وذهبنا في الطريق الوحيد الذي يخرجنا منها، لا مؤشرات تدل على وجود أي خطر أمني». لكنه استدرك «علينا أن نبقى على يقظة». ومع حديثه عن الاقتراب من «نهاية النفق الرئاسي الطويل»؛ أشار جعجع إلى حرية كل نائبٍ في البرلمان في التصرف بالشكل المناسب. وبعد عشرات الجلسات التي فشل البرلمان فيها في انتخاب رئيسٍ للجمهورية؛ تنعقد جلسةٌ لهذا الغرض في ال 31 من أكتوبر الجاري. وتوقَّع جعجع «بإذن الله سيكون لنا رئيس في 31 تشرين الأول (أكتوبر)»، مشدداً على تمسكه إلى أبعد حد باتفاق الطائف. وحول رئاسة الحكومة المقبلة؛ لاحظ جعجع الذي كان مرشحاً للرئاسة اتجاه أكثريةٍ في مجلس النواب إلى تسمية الحريري رئيساً للوزراء. وشدد «من المفترض أن تكون الخطوة التالية بعد انتخاب عون رئيساً للجمهورية هي تشكيل حكومة برئاسة الحريري، وأنا أفضل البقاء في الأجواء الإيجابية، والطريق معبَّدة إلى 31 تشرين الأول».