منذ اندلاع الثورة السورية والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تملك موقفاً ثابتاً لم يتغير، كما حدث مع كثير من دول العالم بقيت تتقلب مرة ذات اليمين ومرة ذات اليسار، وكان الشعب السوري ضحية لتلك المواقف الدولية. بقيت المملكة ثابتة الرأي تجاه كل الاجتماعات والمواقف، وهو المحافظة على الشعب السوري والذهاب إلى التسوية الفاعلة ضمن شرعية انتقالية بتراضي كافة أطراف المعارضة، وقد شهد الاجتماع الأخير في مدينة لوزان السويسرية وحضره عديد من الأطراف الدولية الفاعلة على أرض الواقع وشاركتهم المملكة في هذا الاجتماع، مؤكدة على «موقفها الثابت من سوريا ووحدتها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، مشدِّدةً على أهمية التوصل إلى حلٍ سلمي يضمن إنهاء الأزمة وفقاً لما تضمَّنه بيان جنيف الأول وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة». وقد تطرَّق مجلس الوزراء السعودي يوم أمس إلى تلك المواقف مرحباً بالبيان الصادر عن اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تضمن دعوة مجلس الأمن لاعتماد قرار بإحالة مسؤولي النظام السوري وحلفائه الذين أعطوا الأوامر باستخدام الأسلحة الكيماوية والفوسفورية والارتجاجية والخارقة الحارقة والبراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً، وارتكاب عمليات القتل الجماعي وقصف المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية والمنشآت التعليمية واستهداف عاملي الإغاثة الدولية إلى محاكم مختصة وضمان عدم الإفلات من العقاب، ووضعت الهيئة مجموعة من الآليات والإجراءات لمتابعة كافة الخطوات الدبلوماسية والقانونية اللازمة لتحقيق هذه الغاية بالتعاون مع الجهات السورية ذات الصلة والدول الشقيقة والصديقة». كما تضمن البيان دعوة لكافة مكونات المجتمع السوري وقواه السياسية والمدنية والعسكرية للالتفاف حول المشروع الوطني وأهداف الثورة السورية وبذل كل الجهود من أجل حماية استقلال سوريا ووحدة أراضيها والدفاع عن حقوق السوريين في الحياة والكرامة والسيادة فوق ترابهم الوطني وتشكيل لجنة سياسية عسكرية مشتركة لوضع الآليات العملية لضمان ذلك». وهذا ما تتمناه المملكة وجميع الدول الصديقة للشعب السوري وليس للنظام بأن يكون هناك التفاف حول المعارضة التي تمثل كافة أطياف الشعب، وتكوين حكومة انتقالية وإنهاء الصراع الدائر على الأراضي السورية، بالمحافظة على كافة الأراضي دون تقسيمات طائفية أو عرقية كما يريد النظام وأعوانه كي يفتِّتوا الوطن الواحد، ليستطيعوا السيطرة على أكثر المناطق نفوذاً في الأراضي السورية. المملكة بدورها دعت المجتمع الدولي للتفاعل الجاد تجاه هذه الأزمة وعدم تركها للنظام الذي أصبح يحرق الأخضر واليابس لمعرفته التامة بأنه لن يبقى طويلاً في ظل إرادة وصمود الشعب السوري.