«مايكل هارت»: عالِمٌ وفلكيٌّ رياضيٌّ، يعملُ في هيئة الفضاء الأمريكية، مُولعٌ بدراسة الشخصيات التاريخية التي تركت أثراً في الحياة الإنسانية، يقول: ربما بدا غريباً أن شخصية إسلامية عظيمة مثل عمر بن الخطاب، ليست معروفة لدى الغرب مثل «شارلمان» مؤسس الإمبراطورية الرومانية، وأحد أكبر الحكام في تاريخ أوروبا، أو «يوليوس قيصر» الذي يُعد أحد أعظم ساسة ما قبل الميلاد، وغيرهما ممن ضجت بهم كتب التاريخ، بينما الفتوحات التي حققتها جيوش عمر بن الخطاب وما تركته من أثر في التاريخ؛ أعظم بكثير مما تركه يوليوس قيصر، وشارلمان! حيث كان ابن الخطاب الشخصية الأولى التي عملت على نشر الإسلام، بعد وفاة الرسول الأعظم محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، وبغير هذه الفتوحات السريعة والإنجازات العظيمة التي مكنها اللهُ تعالى له؛ ما كان من الممكن أن ينتشر الإسلام في هذه المساحات الشاسعة من الأرض التي ظلت عربية إسلامية حتى يومنا هذا. ما أعظم أن يشهد لك من هو على غير دينك ومنهجك! كان هذا بفضل الله، ثم بفضل ذكاء وحكمة وسياسة عمر، الذي كان تلميذاً في مدرسة رسول الهدى، صلى الله عليه وسلم، بعد أن كان من أشد الناس خصومة وعداءً للرسول، لولا أن هداه اللهُ للإسلام، حتى أصبح من أقرب المقربين إلى الرسول الكريم، ومن أشجع الداعين للإسلام. رضي الله عنك يا عمر. قال اللهُ تعالى: (والسابقون الأولون مِنَ المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان رضي اللهُ عنهم ورضوا عنه وأعَدّ لهم جنّاتٍ تجري تحتها الأنهارُ خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم). قلت: كم من إنسانٍ دُفِنَ تحت الأرض، بينما هو يعيش بيننا في المقدمة.