أدى أكثر من نصف مليون حاج من ضيوف الرحمن ومواطنين ومقيمين وزوار صلاة أخر جمعة في شهر ذي الحجة لهذا العام 1437ه في رحاب المسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة تحيطهم عناية الله وتظلهم رحمته وتغشاهم السكينة والوقار. وتأهب عشرات الآلاف من الحجاج الذين توافدوا مع المواطنين والمقيمين منذ صباح اليوم إلى المسجد النبوي الشريف لأداء صلاة الجمعة والتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما في جو مفعم بالطمأنينة والأمن والأمان والسكينة بعد أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة وطمأنينة وسط عناية ورعاية فائقة وخدمات وطاقات متنوعة وضعت جميعها في متناولهم إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، وبمتابعة وإشراف ميداني من أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج بالمدينةالمنورة، الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز. وقدمت وكالة الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي الشريف خدماتها للحجاج والزوار بالوقوف على تنظيم حركتهم دخولهم وخروجهم وتوفير عربات لذوي الاحتياجات الخاصة وكراسي خاصة للمحتاجين لها واستدعاء الإسعاف في الحالات الطارئة وحفظ المفقودات وإرشاد التائهين وغيرها من الخدمات التي تريح المصلين وتسهل عليهم أداء العبادة، بالإضافة إلى تكثيف خدمات التوجيه والإرشاد الديني للزوار والمصلين في المسجد النبوي من الدعوة إلى الله والتوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة وتيسير وتسهيل السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وزيادة الدروس العلمية التي تعنى بالعقيدة الإسلامية وأحكام الحج والعمرة . وفي المجال الأمني سخرت شرطة منطقة المدينةالمنورة جميع أجهزتها لخدمة ضيوف الرحمن زوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بتشكيل سياج أمني منيع أساسه العمل الدؤوب والسهر على راحة الحجاج والزوار بالعمل على تسهيل الحركة المرورية وانسيابيها بما يكفل سهولة التنقل وعدم عرقلة السير وذلك من خلال المتابعة وحسن الانتشار للدوريات والدراجات المرورية. كما استحدثت شرطة المنطقة من خلال حرصها على تحقيق السيطرة الأمنية، عدة نقاط أمنية في مواقع ذات أهمية لرصد الحالات التي تؤدي إلى الإخلال بالنظام العام أو تعطيل الحركة المرورية وحركة المشاة وسرعة اتخاذ الإجراءات والاحتياطات الأمنية اللازمة لمواجهتها والسيطرة عليها لتحقيق أعلى درجات الأمن، بالإضافة إلى تعزيز المساجد التي يرتادها الحجاج الزوار مثل مسجد قباء ومسجد القبلتين . ووضعت شرطة المدينةالمنورة نقاط فرز يتم عن طريقها استلام مركبات حجاج البر من القوات الخاصة لأمن الطرق قبل دخولها المدينةالمنورة منها نقطة فرز على طريق الهجرة ونقطة فرز على طريق تبوك، فضلاً عن نقطتي فرز على طريق القصيم القديم والجديد ونقطتي فرز على طريق ينبع القديم والجديد مع متابعة وملاحظة بعض المخالفات من خلال لجان تعالج حالات الافتراش في الساحات المحيطة بالمسجد النبوي والطرق المؤدية إليه. وتتابع قوة أمن المسجد النبوي الحالة الأمنية للمصلين داخل المسجد وساحاته والتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي في تنظيم عملية دخول وخروج ضيوف الرحمن من وإلى المسجد النبوي ومراقبة الحالة الأمنية بتواجد وانتشار ضباط وأفراد القوة من خلال العديد من الكاميرات داخل المسجد علاوة على توجيه وإرشاد الحجاج والمحافظة على الأطفال التائهين وتسليهم لذويهم. أما المديرية العامة للشئون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة فتواصل تقديم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام من واقع المراكز الصحية المنتشرة على الطرق المؤدية للمدينة المنورة والطرق التي يسلكها الحجاج في عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين من خلال خطتها التي تهدف إلى تهيئة جميع الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن بتهيئة جميع إدارات صحة المدينة ومرافقها الصحية التي تعمل على مدار الساعة عن طريق أكثر من 17 مركزا صحيا تشمل مركز صحي باب جبريل ومركز صحي الصافية وباب المجيدي وباب السلام ومحطة الهجرة وحجاج البر والميقات واليتمة والصلصلة وأحد والإجابة والبيعة وقباء والعوالي والأنصار إضافة إلى المراقبة الصحية بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة . وفي نفس السياق تكثف أمانة المدينةالمنورة خدماتها من خلال أعمال النظافة وصحة البيئة وبخاصة في المنطقة المركزية والمحيطة بالمسجد النبوي الشريف وأماكن تجمع الحجاج وذلك بتوفير أعداد كبيرة من القوى البشرية والآلية من معدات ورافعات للقيام بأعمال النظافة بشكل متواصل وعلى مدار الساعة حيث تم تشكيل العديد من الفرق واللجان للقيام بجولات ميدانية على الأسواق للتأكد من صلاحية المواد الغذائية المعروضة والحصول على التصاريح اللازمة والقيام بجولات على المطاعم ومتابعتها للتأكد من مستوى النظافة وسلامة تلك الأطعمة وفق الشروط الصحية والتعقيب على الشهادات الصحية لعمال المطاعم والكافيتريات والأسواق التجارية والتقيد بالأنظمة والتعليمات. أما المعسكر الكشفي لخدمة الحجاج بالمدينةالمنورة فإنه يكثف نشاطه الخدمي للفترة الموسمية الثانية من الحج بالمساندة في خدمة الحجاج المغادرين عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي حيث تشهد صالات الرحلات الدولية كثافة في حركة الحجاج من جنسيات مختلفة. فيما تهيأ المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة وتسخر الإمكانيات المادية والبشرية كافة وغيرها من المستلزمات الضرورية واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المصلين من المواطنين والمقيمين والعمار والزوار وتوفير السلامة لهم من جميع أخطار الحوادث والكوارث وما قد يتطلبه ذلك من إجراءات الإغاثة الفورية وذلك بإتباع أفضل السبل وأنجحها مع قدر كبير من التنسيق بين الجهات المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني لمواجهة ما قد يحدث من الافتراضات الواردة بكل كفاءة واقتدار. كما يقدم فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة المدينةالمنورة الخدمات الصحية والعلاجية للحجاج من خلال تأمين الخدمات الصحية الطارئة داخل المدينة وعلى الطرق المؤدية منها وإليها وفي جميع أماكن وجود الحجاج طوال موسمي ما قبل وبعد الحج ونشر المراكز الإسعافية وسيارات الإسعاف في ساحات المسجد النبوي وعلى الطرق وفي أوقات الذروة واستقطاب العديد من المتطوعين من الأطباء والطبيبات للعمل بالمسجد النبوي ومسجد قباء. بدورها تواصل إدارة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة تكثيف جهودها واستعداداتها وترتيباتها لمواكبة مغادرة ضيوف الرحمن زوار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام حيث اشتمل ذلك على تجهيز صالات السفر والساحات الجوية وتأمين الأجهزة والمعدات وصيانتها وجاهزية تشغيل كاونترات خدمة ضيوف الرحمن التابعة للجوازات والجمارك وشركات الطيران وسيور العفش وبوابات الفحص الأمني إضافة إلى جدولة رحلات الحج التابعة لشركات الطيران بشكل يحد من تزامن الرحلات ويضمن انسيابية الحركة داخل الصالات والساحة الجوية، فيما يركز فرع وزارة التجارة بالمدينةالمنورة على الجولات الميدانية على الأسواق للتأكد من توفر المواد الغذائية بالأسواق والالتزام بالأسعار المحددة إضافة إلى القيام بجولات من خلال لجان مختصة لمكافحة الغش التجاري.