سيحاول الكندي جيمس كاميرون الذي أخرج أفلام “تايتانيك” و”أفاتار” و”آبيس” أن يصل إلى أعمق بقعة معروفة على سطح الأرض وهي خندق ماريانا في المحيط الهادئ على عمق 11,2 كيلومتر بهدف جمع صور وعينات. وأعلنت الخميس الماضي مؤسسة “ناشونال جيوغرافيك” العلمية التي ترعى هذا المشروع المعروف ب “ديبسي تشالنج” (أي تحد في عمق البحار) أن المخرج، الذي منحته هذه المؤسسة لقب مستكشف منزلي، سيسعى “في الأسابيع المقبلة” إلى أن يصبح الرجل الأول الذي يبلغ هذه الأعماق منذ خمسين سنة “بغية التعرف أكثر إلى هذا الجزء الغامض من الأرض، وفهمه بشكل أفضل”. ويشار إلى أن المخرج البالغ من العمر 57 عاماً،الذي قام حتى اليوم باثنتين وسبعين رحلة غوص من بينها اثنتا عشرة رحلة لتصوير فيلم “تايتانيك” سيغوص بمفرده على متن غواصة “ديبسي تشالنجر” الصغيرة التي يبلغ طولها ثمانية أمتار. وتتمتع هذه الغواصة التي تطلب صنعها ثماني سنوات من الأبحاث بتكنولوجيات متطورة جدا وبقدرة على مقاومة الضغط. ومن المتوقع أن يمضي جيمس كاميرون ست ساعات على متن الغواصة على بعد 320 كيلومترا تقريباً عن جنوب شرقي جزيرة غوام الأميركية. وسيقوم المخرج خلال هذه الفترة بتصوير لقطات ثلاثية الأبعاد بواسطة مصابيح كاشفة ضخمة وبجمع عينات يمكن دراستها في علم الأحياء البحرية وعلم الأحياء الفلكي والجيولوجيا البحرية وعلم فيزياء الأرض. وأوضحت “ناشونال جيوغرافيك” في فيلم قصير على الانترنت كيف سيعبر كاميرون وغواصته، خلال فترة الغوص التي ستدوم تسعين دقيقة، مستويات عدة، أولها المستوى الذي تعيش فيه 90% من الحيوانات البحرية وثانيها مستوى الأعماق التي وصلت إليها غواصة نووية وآخرها المستوى الأخير الذي تصل إليه الأشعة الشمسية أو أعمق بقعة صورت فيها أسماك حتى اليوم. وفي 23 يناير 1960، قام ضابط البحرية الأميركية دون والش وعالم المحيطات السويسري جاك بيكار برحلة غوص على متن السفينة العسكرية الأميركية “ترييستيه” وبلغا قشرة الأرض لكنهما لم يصمدا في تلك البقعة الحالكة سوى عشرين دقيقة. وقال المخرج جيمس كاميرون في شريط مصور نشر على موقع “ناشونال جيوغرافيك” الالكتروني إنه “قلق طبعا”، مضيفا أنه “من الجيد أن يكون المرء مستكشفا”. وتابع “عندما نصور فيلما يكون الجميع قد قرأوا النص وعلى علم بما سيحصل”، آملا أن تكشف الرحلة إذا كان من الممكن للأسماك أن تعيش في هذه الأعماق. وأضاف في بيان صحافي “هذا الخندق هو الحدود الأخيرة التي لم تسبر أغوارها بعد في كوكبنا”. وسيتم توثيق الرحلة في فيلم وثائقي ثلاثي الأبعاد سيعرض في صالات السينما وعلى قناة “ناشونال جيوغرافيك” التلفزيونية ويستخدم في مجلة المؤسسة أيضا كمرجع لبرامج تثقيفية عدة. يذكر أن خندق ماريانا الشبيه بصدع طوله 2550 كيلومترا في المحيط الهادئ هو على عمق 11,2 كيلومترا عند نقطة “تشالنجر ديب”. وهو يعتبر، بحسب “ناشونال جيوغرافيك”، المكان “الأكثر عدائية” على وجه الأرض، لا سيما أنه حالك الظلمة على الدوام. وخلال جلسة تدريبية في بابوا غينيا الجديدة الثلاثاء، تمكن جيمس كاميرون من أن يكون الرجل الأول الذي يغوص بمفرده إلى عمق 8,2 كيلومتر. ومن المتوقع أن يجري كاميرون وفريقه محاولات أخرى. ويشار إلى أن المشروع هو ثمرة شراكة قائمة بين جيمس كاميرون وشركته “كاميرون بايس” و”ناشونال جيوغرافيك” وشركة “رولكس” بالتعاون مع معهد “سكريبس” لعلم المحيطات في سان دييغو (كاليفورنيا) وجامعتي هاواي وغوام. أ ف ب | واشنطن