أعلن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، التزام المملكة ب 75 مليون دولار إضافية لدعم اللاجئين. وقال في كلمةٍ له مساء أمس الأول أمام قمةٍ في مقر الأممالمتحدة بشأن اللاجئين وتمويل العمليات الإنسانية «يسرني أن أعلن باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – عن التزام المملكة العربية السعودية بمبلغ 75 مليون دولار إضافي لدعم اللاجئين بالتنسيق مع المنظمات الدولية». واعتبر ولي العهد أن أزمة اللاجئين باتت تؤرق الجميع. وشدد على أن الأمر «يتطلب منَّا القيام بدور إنساني كبير في تخفيف مشكلة اللجوء» التي تعاني منها مناطق عديدة في العالم نتيجة الصراعات العرقية والحروب والكوارث والنزاعات، مشيراً إلى الدور الرائد للمملكة في الأعمال الإغاثية والمساعدات الإنسانية سواءً بدعم المؤسسات الأممية الدولية أو تقديم مساعدات إغاثية وتنموية مباشرة وصولاً إلى غايةٍ هي العمل الإنساني بلا حدود. وعرض الأمير محمد بن نايف، خلال القمة التي عقدها الرئيس الأمريكي، أرقاماً عن دعم المملكة للاجئين. وأبان أنها قدمت أكثر من 800 مليون دولار كمساعدات لملايين اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لبلدهم بالتنسيق مع حكومات هذه الدول ومع منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية سواءً من خلال الدعم المالي أو العيني، إضافةً إلى مساعداتٍ تطوَّع بتقديمها المواطنون السعوديون في مناسباتٍ عدَّة. ونبَّه ولي العهد إلى تطلُّب أزمة الشعب السوري التحرك بشكل أكثر فاعلية لإيقاف هذه المعاناة من خلال إيجاد حلٍ لها. وذكر أن المملكة كانت ولا تزال في مقدمة الدول الداعمة والمتلمسة للمعاناة الإنسانية للشعب السوري. وأوضح «استقبلت (المملكة) أكثر من مليونين ونصف المليون مواطن سوري داخل المملكة، وحرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين أو وضعهم في مخيمات لجوء حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم»، متابعاً «وسمحت لمن أراد البقاء منهم في المملكة بذلك، وقد بلغ عددهم حوالي نصف مليون مواطن سوري ومنحتهم فرصة العمل وحرية الحركة التامة والرعاية الصحية المجانية والتعليم». وعن اليمنيين اللاجئين إليها؛ أكد «اعتبرتهم المملكة زائرين؛ حيث قدمت لهم كثيراً من التسهيلات بما في ذلك استثناؤهم من نظامي الإقامة والعمل». ولفت الأمير محمد بن نايف في كلمته إلى حرص خادم الحرمين الشريفين على بناء ذراعٍ يوحِّد جهود المملكة في النواحي الإغاثية والإنسانية لدعم الدول المحتاجة. وكان هذ الذراع، وفقاً للكلمة، هو مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للإغاثة والأعمال الإنسانية التي جاء التوجيه الكريم العام الماضي بإنشائه «ليعكس صورة مشرقة لما تقدمه المملكة للمجتمع الدولي من جهودٍ كبيرة تسهم في رفع معاناة الإنسان والمحافظة على حياته وكرامته». وعن اللاجئين في الدول الأخرى؛ أفاد الأمير محمد بن نايف بتقديم المملكة، في فبراير الماضي، دعماً قدره 59 مليون دولار لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وأبان أن قيمة التزام المملكة بتقديم مساعدات للاجئين الأفغان في باكستان بلغت 30 مليون دولار أمريكي، لافتاً إلى تعهدها بتقديم 50 مليون دولار للحكومة الإندونيسية لدعم اللاجئين الروهنجيا في إندونيسيا. وشدد ولي العهد، في ختام كلمته، على «أهمية مداولات قمتنا هذه في إطار سعينا المشترك لتعزيز التعاون الدولي على مستوى الحكومات والهيئات الدولية من أجل صون الحقوق الإنسانية والحفاظ على كرامتها». وحضر القمة مستشار وزير الداخلية، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير المالية، الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي. كان ولي العهد وصل إلى نيويورك الإثنين الماضي ليرأس وفد المملكة في أعمال الدورة السنوية ال 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين. وحضر الأمير محمد بن نايف أمس حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في نيويورك تكريماً لرؤساء الوفود المشاركة في أعمال الدورة السنوية للجمعية العامة، ورافقه الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز والدكتور مساعد بن محمد العيبان.