تسلمت مصر أمس ثاني حاملة طائرات مروحية طراز ميسترال من فرنسا ضمن صفقة عُقِدَت العام الماضي قيمتها مليار دولار. وأطلقت القاهرة على حاملة الطائرات الجديدة اسم «ميسترال أنور السادات» نسبةً إلى الرئيس الراحل، أنور السادات، الذي عقد أول معاهدة سلامٍ بين دولة عربية وإسرائيل عام 1979. كانت القاهرة أطلقت على حاملة الطائرات الأولى اسم «ميسترال جمال عبدالناصر» نسبة إلى الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر. وتم تسليم «ميسترال أنور السادات» في حفل رسمي أقيم في ميناء سان نازير الفرنسي على المحيط الأطلسي بحضور قائد سلاح البحرية المصري، الفريق أسامة ربيع، ونظيره الفرنسي، الأميرال كريستوف براذوك. واشترت مصر حاملتي الطائرات في وقت تواجه فيه هي ومنطقة الشرق الأوسط ككل تحديات أمنية. كانت فرنسا وافقت على بيع حاملتي الطائرات إلى مصر بعد إلغاء صفقة كانت مزمعة لبيعهما إلى روسيا. وصرَّح ربيع، خلال حفل تسلم الحاملة الثانية، بأن الأخطار المختلفة في الشرق الأوسط استوجبت امتلاك بلاده القدرات اللازمة لحماية مواردها وأمنها القومي. وأشار، في كلمته التي نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى «العلاقات المميزة بين القوات البحرية المصرية ونظيرتها الفرنسية» ومسيرة التعاون المثمر بين البلدين في «مجال تحديث وتطوير قواتنا البحرية لتصبح قادرةً على مواجهة قوى الشر والتحديات والتهديدات غير النمطية التي تواجه منطقتنا، وأهمها خطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتهريب البشر وتجارة المخدرات والسلاح». وأوضح متحدثٌ باسم شركة «دي. سي. إن. إس» لبناء السفن التي تدعمها باريس «هذه فترة بالغة التعقيد يشوبها الغموض، لكننا تمكنَّا بفضل دعم الحكومة الفرنسية من إيجاد سلاح البحرية الذي تحتاجه»، مشيراً إلى صفقة الحاملتين. وستبحر «ميسترال أنور السادات» أوائل الأسبوع المقبل للانضمام إلى مناورات مشتركة مع سلاح البحرية الفرنسي، قبل أن تبحر إلى ميناء الإسكندرية على البحر المتوسط. وتُعرَف الميسترال باسم «السكين السويسري» في البحرية الفرنسية؛ نظراً لاستخداماتها المتعددة. ويمكن للواحدة منها حمل 16 طائرة هليكوبتر ونحو 1000 جندي. وتلقَّى طاقم «ميسترال أنور السادات» تدريباً استمر أشهراً من قِبَل البحرية الفرنسية على عملها، علماً أنه أعيد تجهيزها بتعليماتٍ باللغتين العربية والإنجليزية بعد إتمام الصفقة. وتسعى مصر إلى تعزيز قوتها العسكرية في مواجهة متطرفين في شمال سيناء ومخاوف من امتداد الصراع الدائر في ليبيا. واشترت الحكومة المصرية في 2014 أربع سفن حربية من طراز جويند من إنتاج شركة «دي. سي. إن. إس» التي تملك الحكومة الفرنسية 64 % من أسهمها مقابل 35 % لمجموعة «تاليس» الدفاعية. وحصلت مصر أيضاً على فرقاطة فرنسية من طراز «فريم» في إطار صفقةٍ قيمتها 5.2 مليار يورو لشراء 24 مقاتلة «رافال» العام الماضي. وفي أبريل من العام الماضي؛ وقعت فرنسا اتفاقاتٍ بملياري يورو مع مصر خلال زيارةٍ أجراها الرئيس، فرانسوا هولاند، إلى القاهرة.