قالت الحكومة الألمانية إن ثلاثة شبان سوريين ألقي القبض عليهم أمس؛ أعضاء في تنظيم داعش وإن الشبكة التي جاءت بهم إلى البلاد هي نفسها التي هربت متشددين إلى فرنسا لتنفيذ الهجمات الدموية التي وقعت في نوفمبر من العام الماضي. وقال ممثلو ادعاء اتحاديون إن قوات خاصة في الشرطة ألقت القبض على الشبان الثلاثة في ولاية شلسفيج هولشتاين بشمال البلاد للاشتباه أن تنظيم داعش أرسلهم إلى ألمانيا «إما للقيام بمهمة اطلعوا عليها أو اإنتظار مزيد من التعليمات» لشن هجوم. وقال وزير الداخلية توماس دي مايتسيره إنهم وصلوا أواخر 2015 وتم ذلك على الأرجح بمساعدة الشبكة التي هربت متشددي داعش إلى باريس لتنفيذ الهجمات بأسلحة نارية والتفجيرات التي أودت بحياة 130 شخصاً في 13 نوفمبر من العام الماضي. وقال الوزير في مؤتمر صحفي: «كل شيء يشير إلى أن نفس شبكة التهريب التي وقفت وراء هجمات باريس جاءت أيضا إلى ألمانيا بالرجال الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم، المؤشرات تشير إلى أن وثائق سفرهم جميعاً جاءت من نفس ورشة العمل في تلك المنطقة». والحكومات الأوروبية في حالة تأهب أمني مرتفعة بعد سلسلة هجمات للمتشددين في الآونة الأخيرة في فرنساوبلجيكاوألمانيا منها ثلاثة نفذها طالبو لجوء واثنان أعلن تنظيم داعش المسؤولية عنهما. ووصل نحو مليون مهاجر إلى ألمانيا العام الماضي وتزايدت المخاوف بشأن وجودهم في البلاد منذ تلك الهجمات التي تسببت في زيادة الضغوط على المستشارة أنجيلا ميركل لتقييد العدد المسموح به من المهاجرين سنوياً عند 200 ألف مهاجر وهو ما يطالب به حلفاء ميركل السياسيون في بافاريا. وترفض ميركل وضع مثل هذا القيد. واشترك أكثر من 200 شرطي في العملية التي ألقي فيها القبض على السوريين الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و26 عاما. وقالت محطة (أيه.آر.دي) التلفزيونية إنهم اعتقلوا بعد غارات على مساكن للاجئين في بلدات شمالي هامبورج. وفتشت السلطات الشقق التي كان المشتبه بهم يقيمون فيها. وأشار وزير الداخلية الألماني إلى أن اثنين من منفذي هجمات باريس العام الماضي سجلا ضمن اللاجئين. وقال: «هذا يشير إلى أن داعش عازم على إرسال أمثال هؤلاء الناس للاختلاط باللاجئين من أجل إثارة القلق في أوروبا وألمانيا». وأضاف قائلاً: «الصلة الفرنسية .. هي ما يجعل هذه القضية لها هذه الخصوصية. يتعين علينا أن نكشف عما إذا كانت هذه صلات فردية أو ما إذا كانت هناك شبكة أكبر. إنها تظهر أن داعش لا تستهدف فقط فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا أو بلجيكا أو بريطانيا – لكن الغرب بأكمله». وقال ممثلو ادعاء اتحاديون إن أحد المشتبه بهم الثلاثة واسمه ماهر انضم للتنظيم في سبتمبر 2015 وتلقى تدريباً على أسلحة ومتفجرات في مدينة الرقة المعقل الرئيسي للجماعة المتشددة في سوريا. وأضافوا أن ماهر والمشتبه بهما الآخرين -محمد وإبراهيم- سجلوا أسماءهم لدى مسؤول في داعش يتولى العمليات والهجمات خارج الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم وسافروا إلى أوروبا. ويزعم أن تنظيم داعش سلمهم جوازات سفر وأكثر من 1000 دولار نقداً وهواتف محمولة مزودة ببرامج اتصالات خاصة. وسافرالمشتبه بهم عبر تركيا واليونان قبل أن يصلوا إلى ألمانيا في منتصف نوفمبر 2015 في ذروة أزمة المهاجرين.