أعلن المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، عدم تسجيل أي حالاتٍ تؤثر على أداء نسك الحج. في الوقت نفسه؛ نصحت وزارة الحج والعمرة الحجَّاج بعدم التعجُّل. وأفاد المتحدث الأمني، في تصريحاتٍ أمس خلال المؤتمر الصحفي الثالث للجهات المشاركة في موسم الحج، بعدم رصد أي خلايا إرهابية أو مشبوهة في الحج أو أي محاولاتٍ لتعكير صفو الفريضة. وبيَّن أن المسؤوليات التي كُلِّفَت بها الجهات الأمنية لحفظ أمن الفريضة تقتضي الاستمرار في تنفيذ مهامها حتى يعود ضيوف الرحمن إلى بلادهم. وأشار إلى اليسر والطمأنينة اللذين اتّسم بهما الوقوف في عرفة والمبيت في مزدلفة ورمي جمرة العقبة وأداء طواف الإفاضة، إذ لم تسجِّل جميع الجهات أي حالاتٍ تعكِّر صفو حج هذا العام أو تؤثر على الحجاج في أداء نسكهم. ولفت اللواء التركي إلى أن الجهات المعنيَّة في إطار استكمال ما تبقَّى من خطط، خاصةً رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق وأداء ما تبقَّى من النسك. وخلال المؤتمر نفسه الذي عُقِدَ في مقر الأمن العام في مِنى؛ لفت قائد التوعية والإعلام في قوات أمن الحج، العقيد سامي الشويرخ، إلى تنفيذ الخطط المرورية والتنظيمية وفقاً لما أُعِدَّ ورُتِّبَ له مسبقاً. وخصَّ بالذكر تنفيذ الخطط المرورية من مشعر منى مروراً بمزدلفة واكتمال وصول الحجاج إلى منى في وقت مبكر من صباح أمس أو ذهابهم إلى الحرم المكي الشريف. وأوضح الشويرخ: «كل هذه الخطط المرورية نُفِّذَت وبكفاءةٍ عالية». ووفقاً له؛ وصل إلى 3 ملايين و397 ألفاً و97 عدد المركبات المترددة على المشاعر المقدسة. فيما بلغ عدد المكاتب الوهمية التي تم ضبطها في جميع مناطق المملكة 54 مكتباً. وبحسب الإحصاء نفسه؛ بلغ عدد من حاولوا أداء النسك دون تصريح رسمي 426 ألفاً و683 شخصاً. في حين بلغ عدد المركبات المخالِفة 172 ألفاً و246 مركبة أعيدت من على مداخل مكةالمكرمة. فيما تحدث مستشار وزير الحج، حاتم قاضي، عن إسهام جهود جميع الجهات الحكومية المشارِكة مع وزارة الحج في نجاح التصعيد في عرفات، داعياً الحجاج إلى عدم التعجُّل والبقاء حتى ال 13 من ذي الحجة إن أمكَن. وأبان أن فرقة مسحٍ لأكثر من 4 آلاف مسكنٍ مخصَّصةٍ للحجاج في مكةالمكرمة تأكدت من خلو المساكن من أي حاج، ما يعني نجاح التصعيد. وشرَح مستشار الوزير لحضور المؤتمر الصحفي أن النفرة إلى مزدلفة كانت على 3 أنماط تمثَّلت في قطار المشاعر المقدسة والنقل الترددي الذي نقلَ أكثر من 500 ألف حاج والنقل التقليدي. ولفت إلى تناغمٍ بين الخطة المرورية وعملية النقل التي تمَّت في أوقاتٍ قياسية، حاثَّاً الحجاج في اليومين القادمين على مراعاة الحفاظ على جداول التفويج من مخيماتهم إلى جسر الجمرات. وبحسبه؛ سبق توزيع كتيباتٍ على ممثلي البعثات القادمة من الخارج والداخل تتضمَّن برامج التفويج «التي يضمن التقيد بها الحفاظ على سلامة الحجاج ويسر أدائهم الفريضة». ولاحظ قاضي أن التقيد بالتعليمات يحافظ على معدلات خروج سليمة وآمنة. ونبَّه إلى مراعاة عدم الخروج من المخيمات في ال 12 من ذي الحجة بين ال 11 صباحاً وال 2 ظهراً «لأن هذا الأمر بالتجارب أوضح أن بقاء الحجاج في مخيماتهم أفضل من التزاحم على مداخل جسر الجمرات الذي قد يؤدي إلى العرقلة والتدافع لا سمح الله». في ذات السياق؛ طالب قاضي الحجاج بعدم حمل أي متاع أثناء توجههم إلى الجمرات أو المسجد الحرام. وأكد أن نجاح التفويج يؤمَّل بعد حفظ الله على حسن تفهم الحجاج وبقائهم في مخيماتهم. ودعا من يستطيع البقاء منهم إلى ما بعد يوم التعجل (ال 12 من ذي الحجة) إلى البقاء حتى يوم ال 13، فذلك أفضل اتباعاً للسنة النبوية وحتى لا يكون هناك زحام عند التوجه إلى المسجد الحرام، ناصحاً من أدى طواف الإفاضة في أيام التشريق ومن لم يؤدِّه إلى عدم التعجل والتأخر حتى يوم ال 13. وفي ردٍ على أحد الأسئلة الصحفية؛ لاحظ قاضي قدوم عددٍ كبيرٍ من الحجاج الإيرانيين سواءً حاملي جنسية بلادهم أو حاملي جنسيات الدول التي قَدِموا منها. إلى ذلك؛ أفاد المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني، العقيد عبدالله العرابي الحارثي، بأن فرقاً من المديرية غطت الطرق المؤدية إلى مشعر مزدلفة، سواءً طرق النقل الترددي أو طرق المشاة، بفرقٍ ودراجاتٍ نارية. وأعلن المتحدث انتهاء المديرية من تنفيذ المرحلة الرابعة وقبل الأخيرة من خطة الطوارئ المخصصة للحج. ونوَّه بالنجاحات التي تحققت أثناء تنفيذ مراحل الخطة، حيث لم تقع أي حوادث تعكِّر صفو المناسك. وذكَّر العقيد الحارثي حضور المؤتمر أن فرق الدفاع المدني في عرفات أنهت استعداداتها في وقتٍ مبكر. ولفت إلى التنسيق بين المديرية ووزارة الصحة فيما يتعلق بتشكيل 30 فرقة طيبة بينها 15 في جبل الرحمة و15 في مسجد نمرة، إلى جانب التنسيق مع الخدمات الطبية في القوات المسلحة لإنشاء مركز ميداني في عرفات. ووفقاً له؛ أسهمت 12 برجاً في التعرف على الحوادث في المشعر ومباشرتها من قِبَل الإشراف الوقائي دون الحاجة إلى انتقال الفرق. فيما تمركزت فرق الإنقاذ الجبلي في موقع جبل الرحمة الذي يشكل هاجساً بسبب صعود الحجاج إليه. ولاحظ المتحدث، في ذات السياق، أن جسر الملك فيصل كان يمثِّل هاجساً في السنوات الماضية، لكن تمَّت تغطيته هذا العام بشبكات إطفاء. وفيما يتعلق بمهام الدفاع المدني على جسر الجمرات؛ أوضح الحارثي: «القوات منتشرة ومستعدة هناك بواقع 52 نقطة» تنسِّق مع قوات الأمن العام. ويقتصر دور الدفاع المدني في الجمرات على متابعة الحشود والتدخل حال الحاجة إلى ذلك، بحسب تأكيده. وعلى الصعيد الصحي؛ أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، مشعل الربيعان، عدم تسجيل أي أمراض وبائية بين الحجاج حتى الآن، مشيرًا إلى توزُّع 16 مركزاً للطوارئ على 4 أدوارٍ في منشأة الجمرات. وهذه المراكز مهيأة، بحسبه، لاستقبال الحالات، فيما يوجد مركز في مدخل المنشأة مهيَّأ بفرق راجلة للوصول إلى أي حالاتٍ في أسرع وقتٍ ممكن. وقدَّم الربيعان، خلال المؤتمر نفسه، إحصاءاتٍ عن عدد من استُقبِلوا في مستشفيات ومراكز الصحة المعنيَّة بالحج. وتُظهِر الإحصاءات استقبال 281 ألفاً و439 حالة مرضية حتى الآن، مع إجراء 1634 عملية غسيل كلوي في مستشفيات المشاعر المقدسة، و25 عملية قلب مفتوح في مدينة الملك عبدالله الطبية، و291 عملية قسطرة قلبية، في حين تم إسعاف 2212 حالة إسعافية. وفيما يخص حالات ضربات الشمس والإجهاد الحراري؛ أرسلت «الصحة» عديداً من الرسائل التوعوية، في حين بلغ عدد حالات ضربات الشمس 45، مع 143 حالة للإرهاق والإجهاد الحراري حتى الآن. كذلك؛ قدَّم المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي، بندر بارحيم، إحصاءاتٍ عن الخدمات التي قدمتها الفرق الطبية الميدانية للهيئة ابتداءً من مطلع ذي الحجة وحتى نهاية يوم عرفة. وأبلغ بارحيم حضور المؤتمر باستقبال غرفة العمليات في الهلال الأحمر 23 ألفاً و300 اتصال، فيما بلغ عدد الحالات التي تم التعامل معها في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة 7 آلاف و192. أما عدد رحلات الإسعاف الجوي فبلغ 68 رحلة نقلت على متنها 88 حالة. ووفقاً للمتحدث؛ نقل الهلال الأحمر 2811 حالة إلى منشآت صحية بعدما قدَّم الخدمات لها، فيما قدَّم الخدمات ل 3116 حالة دون نقلها. في معرض إجاباته على أسئلة صحفيين شاركوا في المؤتمر؛ أعلن المتحدث الأمني في وزارة الداخلية وجود خطط مستقبلية لنقل مسؤوليات الحج والعمرة إلى مركز العمليات الأمنية. وذكَّر اللواء منصور التركي أن المملكة تواجه الإرهاب منذ عدة سنين، وعمل أجهزتها مستمر في جميع أنحائها لمكافحة الإرهاب وعمليات تمويله. وأوضح: «نحن نعمل على منع أي عمل إرهابي يستهدف حجاج بيت الله الحرام» و»يتم سنويًا تكليف ما يزيد عن 100 ألفٍ من رجال الأمن بمساندةٍ من زملائهم في كافة القوات العسكرية من الدفاع والحرس الوطني». ولفت التركي النظر إلى تعدد مهام رجال الأمن وتواصلها على مدار الساعة، وهو ما يستدعي إيجاد هذا العدد الكبير منهم لتنفيذ الخطط التي تقتضي الاستعداد التام والجاهزية في تنفيذ كل ما يوكل إلى كل مجموعة، مبيِّناً: «المملكة لديها القدرة لتكليف أي عدد يقتضيه تنفيذ الخطط». وتحدث التركي عن مركز العمليات الأمنية، ووصفه ب «مركز دائم يتولى كل ما يتعلق بمعالجة البلاغات الطارئة في كامل منطقة مكةالمكرمة ويشمل جميع المدن والمراكز الرئيسة منها مكة والطائف وجدة وغيرها من المحافظات». وأفاد، في هذا الصدد، بأن المركز سيشهد بشكلٍ مرحلي انتقال جميع المسؤوليات ذات العلاقة بالحج والعمرة إليه في السنوات المقبلة، موضِّحاً: «هي خطط مرحلية ستتم في حينها، والمرحلة الحالية تتمثل في قيام المركز بتلقي البلاغات ومعالجتها بالتعاون مع جميع القطاعات الأمنية والخدمية الأخرى». إلى ذلك؛ أشار اللواء التركي إلى الحادثة التي حصلت في موسم حج العام الماضي، وقال: «هي حادثة ننظر لها على أنها هي الاستثناء، حيث لم يسبق أن نتعامل خاصةً في الشوارع الداخلية مع أي حالاتٍ حرجة تؤثر على سلامة حجاج بيت الله الحرام». وأبان: «لازالت الجهات المكلَّفة بما حصل العام الماضي تعمل لاستكمال مهمتها لتحديد الأسباب التي تهمنا جميعاً، والمملكة العربية السعودية حريصة على التعامل مع أي سبب يثبُت أنه يعرِّض سلامة حجاج بيت الله الحرام للمخاطر؛ فهي تسعى إلى معالجته بشكل جذري». ولفت المتحدث الأمني إلى اتسام حركة المشاة إلى جسر الجمرات أمس بالسلاسة بما في ذلك الشارع الجديد الذي شهد الحادثة التي وقعت العام الماضي، مبيِّناً أن الجميع يتمنى توسُّع الشوارع في مشعر منى «ولكن المشكلة أن مشعر منى له طاقة استيعابية محددة شرعاً لا يمكن تجاوزها، وهناك طلب كبير على الإقامة في المشعر، فكل حجاج بيت الله الحرام يريدون الإقامة فيه، وبالتالي هناك معادلة صعبة جداً بين ما يمكن تخصيصه لشبكة الطرق وما يمكن تخصيصه لمواقع الإقامة، ولذلك شاهد الجميع أن مشروع القطار عندما نُفِّذَ كان أهم شروط تنفيذه ألا يقلِّل من المساحات المخصصة للخيام في المشعر، وعليه تم اللجوء إلى خطط الإدارة والتشغيل التي تعتمد على تفويج الحجاج للمحافظة على التوازن فيما يخص كثافتهم سواءً على شبكة الطرق أو الأماكن التي تؤدَّى فيها النسك».