طرحت السلطات اليمنية الشرعية أمس إمكانية إصدار عفو عام عن مقاتلين في صفوف ميليشيات الحوثي- صالح، في وقتٍ أفاد مصدرٌ عسكري بتحرير الجيش الوطني والمقاومة مطارَ صرواح. وكشف مستشار محافظة الجوف (شمال)، حسين المظفري، عن اعتزام السلطة المحلية في المحافظة الواقعة شماليّ اليمن إصدار قرار عفوٍ عام عن المقاتلين المغرَّر بهم ومنحهم الأمان إذا تخلّوا عن مساندة الانقلابيين. وتخوض قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة) معركةً تصفها ب «الأخيرة» في المحافظة لتحرير ما تبقَّى من مديريتي الغيل والمتون تحت سيطرة ميليشيات عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. ولفت المستشار المظفري إلى تحقيق القوات تقدُّماً متسارعاً، مستدلَّاً بتطهير عددٍ من المواقع في الغيل والمتون وطرد الانقلابيين منها، إذ فرَّوا تاركين وراءهم «قتلى وجرحى وأسلحة». ووصف المظفري الوضع في الجوف ب «مبشِّر» ميدانياً. وتحدث، في تصريحاتٍ أمس لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، عن إحراز التقدّم على كافة الجبهات خصوصاً الغيل والمتون، حاثَّاً المغرَّر بهم على العودة إلى جادة الصواب والتخلي عن الانقلابيين «خصوصاً أن الميليشيات تلفظ أنفاسها الأخيرة وتتهاوى أمام تقدُّم الجيش والمقاومة». ووفقاً له؛ لم يتبقّ سوى 3 كيلو مترات «حتى يتم الانتهاء من تطهير الغيل بالكامل». في سياقٍ متصل؛ أشار المظفري إلى توفُّر بعض الخدمات العامة في الجوف منها الكهرباء والصحة، بعد إعادة تأهيل مستشفى الحزم الحكومي وتوفُّر المشتقات النفطية باستمرار وبالسعر الرسمي وإشاعة حالةٍ من الأمن. بدوره؛ تفقَّد رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن محمد علي المقدشي، أمس الوحدات العسكرية المقاتلة في جبهتي الغيل والمصلوب في المحافظة نفسها. وعقد رئيس الأركان اجتماعين منفصلين مع قيادة المنطقة العسكرية السادسة ومحافظ الجوف، العميد أمين العكيمي، وعددٍ من المسؤولين الأمنيين والعسكريين. وفي تصريحٍ لاحق نشرته «سبأ»؛ أبدى اللواء المقدشي ارتياحه لما أنجزته قوات المنطقة العسكرية السادسة بقيادة اللواء الركن أمين الوائلي في جبهة الغيل، إذ أحرزت «انتصارات كبيرة ومهمة تمهِّد لاستكمال تحرير الجبهة من قبضة الميليشيات الانقلابية، ومن ثَم الانتقال إلى المحافظات المجاورة». ونوَّه المقدشي بدور قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة والإمارات، المتمثل في الدعم والإسناد غير المحدود لقوات الشرعية في معركة استعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب. وفي مسار التطورات الميدانية؛ أعلن مصدر عسكري في محافظة مأرب (شرق صنعاء) تحرير مطار صرواح ظهر أمس. وأبلغ المصدر موقع «المصدر أونلاين» الإخباري اليمني «المطار أصبح تحت سيطرة الجيش والمقاومة اللذين سيطرا أيضاً على الطريق الرئيس الموصل بين صنعاء وصرواح» التي تعد آخر مديريات مأرب من جهة الغرب. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي صورةً قيل إنها لمروحيةٍ عسكريةٍ تابعةٍ لقوات الجيش الوطني هبطت في مطار المديرية بعد تحريره من سيطرة المتمردين. وأظهرت الصورة مروحيةً رابضةً وإلى جانبها جنودٌ ومقاومون موالون للشرعية. وأورد موقع «المشهد اليمني» الإخباري أيضاً ما يفيد باستعادة المطار بعد معارك عنيفة. كان الجيش الوطني أعلن الإثنين إطلاق العملية العسكرية «نصر 2» لتحرير باقي مناطق صرواح وتضييق الخناق على الحوثيين الذين يحتلون العاصمة صنعاء منذ أواخر سبتمبر 2014. وعلى جبهةٍ أخرى؛ شنَّ الجيش الوطني، مسنوداً بالمقاومة الشعبية، هجوماً واسعاً أمس على مواقع للانقلابيين على أطراف منطقة كرش شمالي محفظة لحج (جنوب). ونقل «المصدر أونلاين» عن مسؤولٍ في المقاومة قوله: «رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شنّوا هجوماً بالدبابات والمدافع والمدرعات، وطهَّروا قرية الجريبة والقمعة الحمراء وجبل الأشقب»، فضلاً عن جبل حجر الزمار ووادي سخابرة وقرية الشعب الأسود، فيما فرَّ المتمردون من وادي السريعة في اتجاه منطقة الشريجة. وبحسب المصدر؛ سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات بعد الهجوم المباغت من قِبَل قوات الشرعية. غرباً؛ اتهمت مصادر في تعز الانقلابيين بتهجير مدنيين من منطقة مدارات غربي المدينة. ونسبت المصادر، التي تحدثت إلى «المصدر أونلاين»، إلى الميليشيات أنها أقدمت على تهجير سكان شمال غرب منطقة مدرات بالقرب من مصنع السمن والصابون، قبل أن يعتلي حوثيون عدداً من المنازل لاستخدامها مواقعَ تمركز «خصوصاً مع تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني» في مناطق قريبة. وبين الحين والآخر؛ تدور معارك بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة والانقلابيين من جهة ثانية في المناطق القريبة من مصنع السمن والصابون»، بحسب الموقع الإخباري نفسه.