يسعد ويفرح كل خليجي عندما يشاهد المرأة الخليجية تقف شامخة ومثابرة من أجل وطنها، فالمرأة الخليجية الأصيلة تسعى لوطنها، ومن أجل أبناء وطنها، وسأتناول اليوم واحدة من الرموز الخليجية الشامخة، وهي الشيخة أمثال الأحمد الصباح «أم الخير» فهي مثال مشرف، ومثال لما يجب أن تكون عليه المرأة الخليجية، المهمومة بوطنها، إنها خير قدوة لغيرها من نساء الخليج، لما تملكه من حس وطني عال، إنها مثل الوردة الذكية التي تشع بهجة وجمالاً، بلونها وأريجها، مثل الشمعة التي تحترق لأجل وطنها الكويت، وبلا مقابل، وهكذا حال أصحاب الهمم العالية، وهكذا أمثال التي يتملكها هذا الحس وهذا الشعور وهذا العطاء الوطني الكبير.وبمجرد دخولك دولة الكويت الشقيقة، تجد الأيادي البيضاء لها في كل مكان، فهي تتصدر قائمة الناشطين، هذه الشخصية التي تستحق كل احترام وتقدير. حين بدأت الشيخة أمثال رسمياً في تنظيم المشروعات البيئية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كانت مشروعات حماية البيئة قليلة جداً ومتباعدة، فعملت الشيخة أمثال الأحمد بجد، دون كلل أوملل على تأسيس لجنة الكويت التطوعية، وأخذت على عاتقها، بل وأعطت من وقتها الكثير، لترى بلدها يسمو ويعلو بسواعد أبنائه وبناته، فالشيخة أمثال الأحمد إنسانة تستحق الشكر من كل صغير وكبير، على حجم الإنجازات التي حققتها حتى أصبحت رمزاً بيئياً يضرب به المثل في كل بيت كويتي.لقد تميزت وبرزت «أم ماجد» بجهدها ونشاطها وهي بنت الشيخ أحمد الجابر، وأخت سمو الأمير، وليست بحاجة للظهور أو المال أو الجاه، لكنه العطاء الوطني المخلص اللامحدود، لتكون أنموذجا رائعا للمرأة الخليجية، ولعل اختيار الشيخة لجائزة القيادات العربية النسائية للبيئة لعام 2011 يأتي لدورها ومساهمتها الفاعلة في أنشطة بيئية كثيرة وأعمال تطوعية في هذا المجال، ولرسمها خارطة طريق تهدف إلى المحافظة على البيئة وحمايتها ودعمها لمبادرات بيئية مختلفة، فما أحوجنا إلى مثل هذه الشخصية في واقعنا.عندما ننظر إلى التاريخ، وعندما نتحدث عن الملاحم، نرى أبطالها من النساء، فيقرأ المرء سيرتهن مرة تلو الأخرى، ومعلوم أن البطولات من صنع النساء أيضا، ومن هؤلاء النساء القائدة التطوعية الفذة سمو الشيخة أمثال التي تدير منطقة كاملة وترى بصماتها عليها، والكل يشير إليها بالبنان، فهي إنسانة راقية ومثقفة ومتواضعة.وحديثها لا يمل وإنصاتها لايكِلّ وحكيمة في حسن الرد وجمال الكلام ووضوح الرأي، تعمل على تحقيق أهدافها الواضحة بسوق المباركية. إنها هي السيدة التي دخلت السجل الخالد لنساء الخليج.