تلقَّت الشرعية اليمنية أمس دعماً سياسياً من الجامعة العربية التي شددت على أنه لا شرعية في اليمن سوى للرئيس، عبدربه منصور هادي، وحكومته، داعيةً الانقلابيين إلى فكِّ الحصار عن المدنيين والعودة إلى المشاورات. وأبدت الجامعة العربية على لسان أمينها العام، أحمد أبوالغيط، استعداداً لأداء أي دور للوساطة وللقيام بأي إجراءات من شأنها الإسهام في بناء الثقة بين الحكومة والانقلابيين. وشدَّد الأمين العام، في كلمته خلال اجتماعٍ تشاوري في القاهرة لوزراء الخارجية العرب، على أنه ليس في اليمن سوى حكومة شرعية واحدة ومعترف بها في العالم أجمع وتتمثل في الرئيس هادي وحكومته. وأكد «ليس من المقبول أن تأتي قوى أو أطراف أخرى تدَّعي شرعية أو تمثيلا للشعب اليمني». واقترح أبوالغيط على الكويت إشراك الأمانة العامة للجامعة في «المساعي الجارية لاستمرار الجهود السياسية، ورعاية المشاورات اليمنية، وعودة المسار السياسي». فيما دعا الحوثيين والقوى المتحالفة معهم، وفي مقدمتهم المخلوع علي عبدالله صالح، إلى احترام وقف إطلاق النار، وفك الحصار عن المدن والمدنيين، والسماح بدخول المعونات الإنسانية العاجلة. كما دعاهم إلى العودة للمشاورات السياسية للوصول إلى تسوية قائمة على المرجعيات الأساسية، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني (صنعاء مارس 2013 – يناير 2014)، وقرار مجلس الأمن 2216 لسنة 2015. واعتبر المندوب اليمني الدائم لدى الجامعة العربية، السفير رياض العكبري، هذه المرجعيات خياراً استراتيجياً لبلاده قيادةً وحكومةً وشعباً. وعدَّ تطبيقها ضمانةً لعودة الأمن والاستقرار وإقامة الدولة الاتحادية المدنية، مذكِّراً بتضمُّن القرار 2216 خارطة شاملة تبدأ بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والانسحاب من كافة المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثي وصالح، وإلغاء كل ما ترتَّب على الانقلاب على كافة المستويات. وندَّد المندوب، في كلمةٍ أمام مجلس الجامعة الذي انعقد بعد الاجتماع التشاوري، بتعنُّت الانقلابيين في المشاورات الممتدة لأشهرٍ عديدة. ولفت النظر إلى إصرارهم على عدم تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، مما أسهم في إعاقة التوصل إلى التسوية المأمولة واستمرار مأساوية الأوضاع الإنسانية التي بلغت حدَّاً لا يمكن احتماله أو السكوت عنه. وأفاد السفير العكبري بأن المخرج الحقيقي والوحيد هو نزع سلاح الميليشيات واستعادة مؤسسات الدولة وإرسام دعائم الإدارة الاتحادية الجديدة. وتوقَّع أن يسهم هذا المخرج حال اعتماده في حفظ الحقوق وتحقيق العدالة في توزيع الثروات والإنهاء التام لنزعات الهيمنة والمركزية التقليدية في الحكم. وجدَّد العكبري الإشارة إلى استعداد الحكومة الشرعية للتعامل الإيجابي مع أي حلول سلمية. واستدلَّ بترحيبها المبدئي بالأفكار التي تمخَّض عنها اجتماع عددٍ من وزراء الخارجية في جدة الشهر الفائت. وذكَّر بأن هذه الرغبة في التعامل الإيجابي كانت جليَّة في المشاورات التي استضافتها الكويت (بين أبريل وأغسطس الماضيين) وفي التوقيع على مشروع الاتفاق المقدَّم من المبعوث الأممي، في حين «رفض الانقلابيون هذه المبادرة، ومضَوا في إجراءاتهم التصعيدية الأحادية وتصعيدهم لوتيرة الأعمال العسكرية، وهو بمنزلة تحدٍ صارخٍ لجهود ومساعي التسوية السياسية واستخفافٍ بمعاناة الشعب». وأبدى المندوب اليمني ارتياحه للموقف العربي الثابت في إدانة تحالف الحوثيين وصالح ونهجهم الانقلابي الذي يصبُّ في صالح خدمة أجندات خارجية خصوصاً الممارسات التوسعية العدائية من جانب إيران التي باتت مصدراً حقيقياً للمخاطر المهدِّدة للأمن القومي العربي. في الوقت نفسه؛ أعرب العكبري عن أسفه لاستقبال العراق وفد الحوثيين، فيما ثمَّن مواقف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وباقي دول الخليج والوطن العربي. ميدانياً؛ أفاد المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية اليمنية الخامسة، أمس، بصدِّ مقاتلات «أباتشي» تابعة للتحالف العربي الذي تقوده المملكة تقدُّماً لمسلحي الحوثي وصالح في مدينة ميدي في محافظة حجة (شمال غرب). وأشار المركز في إفادةٍ على صفحته في موقع «فيسبوك»، نشرها موقع «المصدر أونلاين» الإخباري اليمني، إلى تمشيط المقاتِلات مواقع الانقلابيين وتجمعاتهم في ميدي ومقتل وإصابة عددٍ منهم، مذكِّراً بأنهم هاجموا في وقتٍ سابقٍ مواقع الجيش الوطني في محيط المدينة، ما أدى إلى تبادل قصفٍ مدفعي في إطار الرد عليهم. ويقع مقر قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، الموالية للشرعية، في محافظة الحديدة (غرب). على جبهةٍ أخرى؛ أكدت مصادر موالية للشرعية تطهير أفرادِها وأبناءِ قبائل في محافظة البيضاء (وسط) موقعاً استراتيجياً أمس في منطقة قيفة رداع. وأبلغت المصادر وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» بأن «أبطال المقاومة طهَّروا موقع حمة لقاح في قيفة رداع بعد معارك مع ميليشيات الحوثي وصالح أسفرت عن مقتل 6 من الانقلابيين واستشهاد اثنين من المقاومة». ووفقاً للوكالة؛ كانت الميليشيات استحدثت الموقع قبل أسابيع ووظَّفته في قصفها العشوائي على منازل مدنيين. وأكدت المصادر نفسها طرد المقاومين للانقلابيين من كامل حمة لقاح مع غنم أسلحة وذخائر بينها رشاش عيار 12.7. بالتزامن؛ أفاد موقع «المصدر أونلاين» الإخباري اليمني بتحرير المقاومة نحو 10 مواقع عسكرية في منطقتي الوهبية والعبدية الواقعتين بين محافظتي مأرب والبيضاء. ونقل الموقع الإلكتروني عن مصدرٍ قوله «تلك السيطرة جاءت عقب معارك عنيفة ضد المسلحين الحوثيين وقوات صالح، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين» دون ذكر حصيلة محدَّدة. وبحسبه؛ فإن المسافة التي حررتها المقاومة تُقدَّر ب 4 كيلومترات في اتجاه مواقع الحوثيين. واندلعت هذه المعارك عند الساعات الأولى من صباح الخميس بعد هجومٍ للحوثيين حاولوا خلاله التقدم في مواقع المقاومة، لكن الأخيرة تصدت لهم وشنت هجوماً مضاداً محقِّقةً مكاسب عسكرية، وفقاً لما أورده «المصدر أونلاين». إلى ذلك؛ أعلن قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبدالرب الشدادي، سير المعارك الدائرة في مديرية صرواح غربي مدينة مأرب (شرق صنعاء) وفق الخطة المرسومة. وفي بيانٍ له؛ نقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن الشدادي قوله «العملية العسكرية الجارية في صرواح تسير وفقاً للخطة المرسومة، والمرحلة الثانية للعملية قيد التنفيذ»، دون ذكر تفاصيل عن الثانية. كانت قوات الجيش الوطني، مسنودةً بالمقاومة الشعبية ومقاتِلات التحالف العربي، أعلنت تحرير معظم مناطق صرواح، في عمليةٍ عسكريةٍ أُطلِقت عليها تسمية «نصر 2» وقادها الشدادي. وبحسب ما أُعلِنَ الأربعاء؛ شملت العملية تحرير مركز المديرية بعد مواجهات عنيفة. ويقع مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة، الموالية للشرعية، في مدينة مأرب. بدوره؛ أجرى الرئيس هادي، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، اتصالاً هاتفياً أمس بقائد اللواء 14 مدرَّع، العميد الركن محسن الداعري، للاطمئنان على صحته بعدما أصيب خلال قيادته معارك في صرواح. ووفقاً ل «سبأ»؛ أشاد هادي بالمواقف البطولية للداعري ولكافة منتسبي اللواء 14 مدرَّع والوحدات المساندة والمرابطة التي التحمت مع المقاومة لتحقيق الانتصارات المتوالية في مختلف المواقع والجبهات والتقدم صوب صنعاء. في حين قدَّر العميد الداعري اتصال الرئيس به واهتمامه بمنتسبي الجيش والمقاومة فضلاً عن «متابعته المستمرة لسير العمليات العسكرية في مختلف المواقع والجبهات». وتعهد الداعري بمواصلة أفراد اللواء 14 مدرَّع تنفيذ مهامهم المتمثلة في تحرير كافة المناطق والمدن وصولاً إلى تحرير البلاد من العصابة الانقلابية. وأصيب الداعري، في وقتٍ سابقٍ أمس، خلال مواجهات مسلحة غربي صرواح ضد الانقلابيين. وأوضح مصدر عسكري، تحدَّث لموقع «المشهد اليمني» الإخباري، أن قائد اللواء 14 مدرَّع أصيب بشظايا في كتفه ويده اليمنى، فتمَّ نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، لكن وضعه الصحي جيد. وفي تعز (غرب)؛ أعلن المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية، أمس، مقتل 5 من المسلحين المتمردين وإصابة 7 آخرين جرَّاء المعارك المتجددة غربي المدينة. وأشار المركز، في بيانٍ له، إلى إصابة 4 من أفراد المقاومة الشعبية أيضاً، مضيفاً أن امرأة لقيت حتفها وأُصيب مدنيان اثنان جرَّاء قصف صاروخي ومدفعي نفذه الانقلابيون على أحياء في وسط المدينة التي تعد مركز محافظةٍ تحمل الاسم نفسه.