تعترف المصممة ندى محمد الجبر أن الشهادة الجامعية ليست كافية؛ لكي يبدع بها المصمم، بل تصنف الموهبة وحب العمل كأهم عوامل نجاح المصمم، إضافة إلى الإبداع والاطلاع. وأوضحت الجبر في حوار مع “الشرق”، أن زيارة المعارض العالمية، تكسب المصمم خبرة واطلاعاً على كل جديد في عالم التصميم والديكور، حتى يكون المصمم ملماً بالتصاميم الحديثة، وتمنحه تلك الزيارات خبرة إضافية أثناء الاحتكاك مع العالم الآخر.. إلى نص الحوار: * لماذا اخترتِ العمل في مجال التصميم؟ - التصميم يجعلك تتأمل كل ما يحيط بك، وتفكر فيما يدور حولك؛ لتبدع وتبتكر الأفضل، وتصلح ما يمكن إصلاحه فتسعد الآخرين، وهذا جزء من شخصيتي. * يُقال إن النساء يجدن الراحة والخصوصية حينما تكون المصممة سيدة، فكيف إذا كانت سعودية؟ - كون المصممة سعودية يجعلها أقرب لفكر صاحبة المنزل لتشابه البيئة والعادات، التي تؤثر بشكل غير مباشر على طابع المنزل، ومعروف أن المرأة السعودية أو الخليجية بشكل عام تحب التميز، فهو شيء غريزي في المرأة وراعيته بسبب معرفتي بالعوائل السعودية وطبائعهم في عدم تكرار أي تصميم أو أثاث أو أقمشة في نفس العائلة الواحدة مما يشعر العملاء بالتميز الذي هو شعاري في العمل. * هل للألوان تأثير على أصحاب المنزل، خاصة غرف الأطفال، وما دور المصمم حيال هذا الأمر؟ - لها تأثير كبير على نفسية الإنسان، ومعروف أن مطاعم الوجبات السريعة تتعمد استخدام الأزرق والأحمر والبرتقالي لفتح الشهية وضمان ترك المطعم سريعاً، فالألوان علم بحد ذاته. وهناك ألوان مريحة تضمن الجلوس في المكان براحة، بينما تبعث بعض الألوان النشاط وتحفز على العمل والإبداع، فنختار لغرف النوم ألواناً هادئة، وهنا يأتي دور المصمم في مساعدة العميل على اختيار اللون المناسب لكل ركن في المنزل، خاصة غرف الأطفال. * هل اختيار الأثاث للمنزل غالباً يكون قبل اختيار الألوان؟ - يفترض ذلك، أوعلى الأقل اختيار لون محايد يتناسب مع الأثاث، ولو تم اختيار الأثاث مع الألوان ستكون نسبة الاندماج 100%. * ما الذي يبرز المنزل: الأثاث الراقي أم الديكور والأصباغ؟ - من المهم جداً معرفة ميزانية العميل؛ لمساعدته للوصول لأفضل تصميم، فالديكور والأصباغ والأثاث الراقي يساعد في إظهار المنزل بشكل راقٍ، لكن إذا لم تساعد الميزانية على وجود الاثنين معاً، فنصيحتي الدائمة للعميل اعتماد البساطة في الديكور، وعدم المبالغة في استخدام ورق الجدران والأصباغ المكلفة؛ لأن الأثاث والإكسسوارت المميزة هي أول ما تسقط عليه العين. * هل تساعد المساحة الكبيرة المصمم على الإبداع؟ - ليس دائماً، لكن التصميم المعماري الجيد يسهل عمل المصمم الداخلي، لذلك من المهم جداً أن يعرض تصميم المنزل على المصمم الداخلي قبل البناء؛ كون غالبية العملاء يعجزون عن تخيُّل الشكل العام النهائي، الذي سيؤول إليه الحال؛ ما قد يجعلنا نلجأ إلى التكسير والتعديل بعد البناء. * هل يختلف كل تصميم عن الآخر؟ - بالنسبة لي يختلف كل تصميم عن الآخر، وفي الوقت الراهن ارتقى الذوق العام بفعل الفضائيات والاطلاع والسفر، مع التعرف على حضارات جديدة. ويملك معظم العملاء فكرة يريدون تحقيقها، لكن يجهلون الطريقة، وهنا يأتي دور المصمم الناجح في مساعدة العميل للوصول بشكل صحيح ومناسب للمكان، وليس فرض تصميمه هو فقط. وهذا أسلوبي في العمل، لذا لا أضيف الروح نفسها في كل مكان وزمان. * ما أبرز المشكلات المهنية التي تواجهك كمصممة؟ - العمل في التصميم فكر يحتاج إلى وقت، لكن أغلب العملاء يطالب بالسرعة لقلة خبرته أوبسبب تعوُّده على بعض المكاتب، التي تسحب أي تصميم من ملفاتها وتقدمه للعميل، أيضاً عدم اتفاق الزوجين في الاختيار، فالرجل يبحث عن السرعة، والمرأة عن التميز، كما أن هناك من لا يصرح بقدرته المالية فيطالب المصمم بتصاميم مكلفة، وبعد معرفته بتكلفتها يتراجع ويطلب تصميماً أقل تكلفة، دون إدراكه تغييره أكثر من تصميم كون التصميم عملا مترابطاً. * هل تتحكم الميزانية في مستوى التصميم ومساحة المنزل؟ - يجب على صاحب المنزل قبل البناء التخطيط السليم حسب الميزانية، ومراعاة التفاصيل، كتوزيع التكييف ودورات المياه والأثاث؛ حتى يقسم ميزانية البناء على المواد المستخدمة للبناء لضمان استمرارية مشروع البناء وعدم تعطله، وذلك بعمل جدول لحساب تكلفة كل قطعة أو متر يحتاج له البناء ووضع المبلغ المتوقع للتكلفة، وفي النهاية يجمع المبلغ. * ما النصيحة التي تقدمينها لكل من يقبل على البناء؟ - معظم من يقرر بناء منزل يفوق بناء البيت إمكانياته المادية، وبالتالي يواجه مشكلات مالية أو في الصيانة، وأنصح بأخذ الوقت الكافي للتفكير بدقة في كل متطلبات الموضوع، والتركيز في اختياراته، وألا يسمح للمحيطين به أن يوجهوه حسب رغباتهم الشخصية ونصائحهم، لذا الأفضل اختيار مصمم أو مصممة يستمر معه؛ ليفيده من خبراته ويساعده على الاختيار الصحيح وتقليل التكلفة. الجبر تتصفح «الشرق» (الشرق)