أعلن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي أمس «حالة انعدام القانون» في البلاد بعد تفجير في سوق أدى إلى قتل 14 شخصاً في مدينة دافاو مسقط رأسه أثناء وجوده في زيارة معتادة في نهاية الأسبوع للمدينة، وتعتقد الشرطة أن إسلاميين متشددين يقفون وراءه. وقال دوتيرتي الذي ظل رئيساً لبلدية دافاو لأكثر من 20 عاماً بعد التفجير الذي وقع في ساعة متأخرة من الجمعة خارج فندق فاخر إن ذلك التفجير أضيف إلى ما كان من الأصل «وقتاً استثنائيّاً» في الفلبين. وقال دوتيرتي للصحفيين في أحد شوارع دافاو عند طلوع النهار بعد زيارته لموقع الانفجار «لابد من إعلان حالة انعدام القانون في هذا البلد. إنها ليست أحكاماً عرفية، عليّ واجب حماية هذا البلد». وتعهدت قوات الشرطة والجيش بتطبيق «حالة انعدام القانون» على الرغم من أن هناك غموضاً على ما يبدو بشأن ما سينفذ على أرض الواقع. وقال مكتب دوتيرتي إن تلك الجملة موجودة في أحد بنود الدستور وتمنح الرئيس قيادة القوات المسلحة. وقال مسؤولون إن الإعلان يعني أن قوات الجيش ستساعد الشرطة في عمليات مكافحة الجريمة ومكافحة الإرهاب. وتركزت شكوك المسؤولين البارزين في إدارة دوتيرتي على جماعة أبو سياف المرتبطة بتنظيم داعش التي صعّد الجيش من عملياته ضدها بعد أن استرعت سلسلة من حوادث القرصنة والاغتيالات لرهائن أجانب الانتباه الدولي. وكان دوتيرتي في اجتماع على بعد نحو 12 كيلومتراً عن وسط مدينة دافاو عندما وقع الانفجار. ويأتي هذا التفجير في الوقت الذي يشن فيه الرئيس العنيد حرباً على أي شخص تقريباً ابتداء من أباطرة تجارة المخدرات وتجار الشوارع إلى الإسلاميين المتشددين والموظفين الحكوميين الفاسدين، محققاً نقاطاً كبيرة في استطلاعات الرأي ولكن مجازفاً بخلق أعداء أقوياء. وقال رونالد ديلا روسا قائد الشرطة الوطنية إن عبوة ناسفة بدائية الصنع استخدمت في التفجير وإن شظايا من قذيفة مورتر عثر عليها في الموقع. وقال ديلا روسا «أعلنت جهة (مسؤوليتها) بالفعل لكننا نتحقق من صحة الادعاء» ورفض الكشف عن تلك الجهة. وأضاف «في الوقت الراهن سيكون ذلك الاتجاه الذي (نحقق فيه) وهو الإرهاب. ليست هناك دوافع أخرى». وثارت شائعات بشأن مخطط لاغتيال دوتيرتي (71 عاماً) وقلل الرئيس من شأنها وقال إنها جزء من وظيفته. وثارت تلك الشائعات بسبب حملته المثيرة للجدل للحرب على المخدرات التي قتلت أكثر من 2000 شخص منذ توليه الرئاسة في يونيو مما دفع نشطاء والأمم المتحدة إلى إدانتها. ولدى سؤاله الخميس عن الشائعات قال إرنستو أبيلا المتحدث الرئاسي «إنه يتناول ذلك على الإفطار، هذا ليس جديداً عليه». ووقع الانفجار حوالي الساعة 10:30 مساء بالتوقيت المحلي خارج فندق ماركو بولو وهو مكان يتردد عليه دوتيرتي كثيراً واستخدمه لعقد اجتماعات خلال حملته الانتخابية قبل انتخابات مايو التي فاز بها بفارق كبير. وعادة ما يقضي الرئيس عطلة نهاية الأسبوع في دافاو. ولدى سؤاله في وقت سابق عما إذا كانت عصابات المخدرات تقف وراء الانفجار لم يستبعد دوتيرتي ذلك. وعلى الرغم من أن دافاو نفسها كانت آمنة إلى حد كبير خلال تولي دوتيرتي رئاسة بلديتها إلا أنها تقع في جزيرة مينداناو الكبيرة في الجنوب التي تعاني من البطالة والتمرد وتفشي جرائم الخطف.