تواصلت أمس استعدادات الأجهزة المعنيَّة بموسم الحج، في وقتٍ وجَّه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، باستضافة 1000 فلسطيني من ذوي الشهداء وأُسرِهم لأداء الفريضة هذا العام. ويأتي التوجيه الملكي في إطار برنامج خادم الحرمين للحج والعمرة والزيارة، وذلك للعام الثامن على التوالي. ورفع وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على البرنامج، الشيخ صالح آل الشيخ، بالغ شكره إلى الملك سلمان؛ لحرصه المستمر على مد جسور الصلة وتمتين علاقات الأخوة مع الفلسطينيين، ومساعدتهم على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام. وعدَّ الوزير، في تصريحاتٍ أمس، هذه اللفتة الملكية تعبيراً عن الأخوة الإسلامية والعربية التي يحملها قادة المملكة إلى الشعب الفلسطيني. وأوضح «هذا التوجيه الكريم الذي خصَّ به خادم الحرمين الشريفين أُسرَ الشهداء من الأشقاء الفلسطينيين سيترك أثراً كبيراً في نفوسهم، وسيكون عاملاً من عوامل التخفيف من معاناتهم، فضلاً عن كونه امتداداً لسلسلة من مواقف المملكة الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. ولفت آل الشيخ إلى استعداد وزارة الشؤون الإسلامية وجميع إداراتها المختصة لتكون على قدر المسؤولية والثقة التي شرَّفها بها الملك سلمان، كونها المسؤول الأول عن تنفيذ هذه الاستضافة وإتمامها على الوجه اللائق. إلى ذلك؛ تفقَّد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، أمس استعدادات أجهزةٍ حكوميةٍ لموسم الحج؛ للتأكد من تأهبها لتقديم أفضل الخدمات للحجاج. وشمِلَت جولة الفيصل، وهو أيضاً رئيس لجنة الحج المركزية، الوقوفَ على جاهزية جميع المرافق في منى ومزدلفة. بدأت الجولة من مشروع ضيافة البلد الأمين، حيث دشَّنه الفيصل. ويهدف المشروع، الذي بات مركز الغذاء الاستراتيجي في مكةالمكرمة، إلى تقديم وجبات ساخنة متكاملة وصحية وذات جودة عالية دون طبخٍ في المشاعر المقدسة. وامتدت الجولة إلى 11 مشروعاً آخر، بينها تظليل المنحدرات في محطة قطار المشاعر رقم 3 في منى، واستكمال توسعة الساحة الغربية للجمرات، وتنظيم بعض الطرق في منى، منها مشروع طريقي 204 و206، واستكمال أعمال محطة معالجة مخلفات واستبدال عدد 8 طاحنات في المجازر الحديثة في المعيصم. وناقش أمير مكةالمكرمة خطط واستراتيجيات مشروع تنظيم حركة الحشود في منى ومزدلفة، واطَّلع على مشروع تنفيذ أسوار بوابات تنظيم حركة الحشود في المشاعر المقدسة. كذلك؛ وقفَ على مشروع إنشاء 36 ألف دورة مياه في المشاعر، وتهيئة مناطق نزول حجاج إفريقيا غير العربية في عرفات، فيما اختُتِمَت الجولة الميدانية بزيارة منطقة جبل الرحمة، وتجربة قطار المشاعر، حيث اطَّلع على أبرز الإضافات الجديدة التي ستدخل في أعمال القطار خلال الموسم الحالي. عقب جولته؛ عقد الأمير خالد الفيصل مؤتمراً صحفياً رفع فيه الشكر والتقدير والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على إيلاء مشاريع المشاعر المقدسة كل اهتمام، مشيراً إلى تنفيذ كثيرٍ من المشاريع هذا العام، ما سيكون له الأثر البالغ في تسهيل مهمة المنظمين والمشرفين على جميع الخدمات التي تقدَّم إلى ضيوف الرحمن. كما شكرَ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وأعضاءَ لجنة الحج المركزية الذين يمثلون جميع الهيئات الحكومية الخدمية. وصرَّح الفيصل «وأنا أتجول في هذه المشاعر المقدسة لا يفوتني أن أنوه إلى الجهد الذي قدمه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز آل سعود -شفاه الله-، ولابد من تقديم الشكر والتقدير لسموه على ما بذله في هذه المشاعر المقدسة من مشاريع كبيرة وما نفذه من إنجازات مهمة أسهمت في الوصول إلى المستوى اللائق لتقديم هذه الخدمة إلى ضيوف الرحمن». وتابع قائلاً «توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- واضحة جدا بأنه لن يُسمَح أبداً لأي شيء يعكر صفو وأمن حجاج بيت الله الحرام»، لافتاً إلى عمل جميع الإدارات المعنية بكل جهد وأمانة وإخلاص، وسائلاً الله أن يعين الجميع على تطوير المنشآت في المشاعر المقدسة لترقى إلى المستوى الذي يريده خادم الحرمين الشريفين. وأبان الفيصل، في ذات السياق، أن لدى هيئة تطوير مكةالمكرمة أفكاراً ومشاريع لتطوير المشاعر المقدسة ستُقدِّمُ دراسةً أوليةً عنها إلى الملك سلمان. ولاحظ أن حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» أثمرت عن نتائج إيجابية وأوصلت رسالتها بطريقة ممتازة» والدليل على ذلك انخفاض أعداد الذين يؤدون الحج بطريقة غير نظامية، وإن شاء الله ستكون في هذا العام نسبة انخفاض أعداد المخالفين كبيرة جداً نسبةً إلى الأعوام السابقة». وتحدث الفيصل، خلال المؤتمر، عن جاهزية حوالي 8 مستشفيات في المشاعر المقدسة و128 مركزاً صحياً. في سياقٍ متصل؛ أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أمس دوراتٍ تدريبية تستمر على مدى 10 أيام تستهدف تطوير أعمال الدعاة والمترجمين العاملين في المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين خلال موسم الحج لهذا العام. ويصل إلى أكثر من 200 داعية ومترجم عدد المشاركين في الدورات التي تشمل مواضيع عدة يقدمها عدد من المشايخ العاملين في الدعوة الإسلامية. ويركِّز التدريب على مهارات التعامل مع الحجاج، وفقه الدعوة في الحج، والمهارات التي ينبغي أن يجيدها المترجمون، ومهارات الإلقاء لدى الدعاة. ولاحظ المشرف على البرامج التدريبية في الوزارة، صالح الزهراني، تفاعل المستفيدين مع الدورات، مشيراً إلى توفير طاقم تدريبي وإشرافي متكامل يتمتع بالخبرة لتحقيق أهداف التدريب. بدورها؛ نظمت وزارة الصحة أمس ندوة الحج السنوية للتمريض تحت شعار «إدارة الأزمات» بعدد ساعات يصل إلى 12 ساعة من التعليم الطبي المعتمد من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وتناولت الندوة، التي عُقِدَت في قاعة المحاضرات الرئيسة في مستشفى حراء العام بمكةالمكرمة، مواضيع عدَّة شمِلت فرز الكوارث، وإدارة الصدمات، وإدارة التعامل مع حالات الإجهاد الحراري. وناقش المشاركون إدارة الكوارث، والتعامل مع الإصابات، وأساسيات التعامل مع أجهزة التنفس الصناعي، فيما اختُتِمَت الندوة بورش عمل تطبيقية لمواضيعها. في الوقت نفسه؛ أعلنت لجنة التموين الطبي في «الصحة» جاهزيتها لموسم الحج. واللجنة هي ذراع الوزارة في المشاعر المقدسة عطفاً على مهامها، منها تحديد كميات الأدوية واللوازم الطبية والمخبرية المطلوبة لموسم الفريضة والعمل على تأمينها. من جانبها؛ أعلنت هيئة الهلال الأحمر أنها ستشارك في موسم الحج بأكثر من 2459 موظفاً في منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، مؤكدةً، في بيانٍ لها، تجهيزها أكثر من 113 مركز إسعاف داخل المشاعر المقدسة والطرق المؤدية إليها. وفي المدينةالمنورة؛ زار مدير الأمن العام، الفريق عثمان بن ناصر المحرج، أمس ميدان التدريب التكتيكي الخاص بقوة الطوارئ الخاصة في المنطقة، يرافقه قائد قوات أمن الحج، الفريق الركن خالد بن قرار الحربي. وتفقد المحرج سير العمل في الميدان، الذي سيستضيف التدريب التكتيكي «وطن 87». يأتي ذلك فيما تفقَّد مدير عام الجوازات، اللواء سليمان بن عبدالعزيز اليحيى، أمس جوازات منفذ الوديعة الحدودي في منطقة نجران، يرافقه مساعد مدير عام الجوازات لشؤون المنافذ المكلَّف، اللواء خالد بن عبدالله المقبل. وأشرف اللواء اليحيى بشكلٍ مباشر على وصول أولى قوافل الحجاج القادمين عبر منفذ الوديعة الحدودي مع الجمهورية اليمنية، وتوجَّه لاحقاً إلى شعبة محافظة شرورة واطَّلع على سير العمل فيها.