تعهدت أنقرة الرد على منفذي اعتداءٍ انتحاري أسفر عن مقتل 11 شرطياً، في مدينة جيزري جنوب شرقي تركيا قرب الحدود مع سوريا، فيما أعلن المتمردون الأكراد مسؤوليتهم. ووقع الاعتداء بسيارةٍ مفخخةٍ صباح أمس، في الوقت الذي كانت أنقرة ترسل مجدداً دباباتٍ إلى الجانب الآخر من الحدود، في اليوم الثالث من عمليتها العسكرية في شمال سوريا. وجاء في بيانٍ صادر عن محافظة شرناق التي تقع في جيزري «في الساعة 6:45 (3.35 ت غ)؛ شنت مجموعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية هجوماً انتحارياً بواسطة سيارة مفخخة على مقر شرطة مكافحة الشغب». أدى ذلك إلى مقتل 11 شرطياً، وإصابة 78 شخصاً بجروح هم 75 شرطياً و3 مدنيين. وتوعَّد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، في مؤتمرٍ صحفي: «سنرد على هؤلاء الأشرار بالشكل الملائم، ولا يمكن لأي تنظيم إرهابي أن يأخذ بلادنا رهينة». وتبنَّى حزب العمال الكردستاني، المتمرد منذ الثمانينيات، الاعتداء في بيانٍ له، مبرِّراً فعله بالحديث عن «عزلة متواصلة مفروضة» على زعيمه المسجون، عبدالله أوجلان. أدى الانفجار إلى تدمير المقر العام لقوات مكافحة الشغب، ووقع على بعد نحو 50 متراً من المبنى على مقربةٍ من مركز حراسة، بحسب ما نقلت وكالة أنباء «الأناضول». على الإثر؛ قطعت قوات الأمن الطريق الذي يربط جيزري بشرناق عاصمة المحافظة التي تحمل الإسم نفسه. وتصنَّف أنقرة حزب العمال الكردستاني جماعةً إرهابيةً، وتتعرض قواتها الأمنية إلى هجماتٍ شبه يومية يشنها الحزب، أوقعت عشرات القتلى منذ وقف العمل في صيف 2015 باتفاقٍ للهدنة كان قد أُعلِنَ قبل نحو 3 سنوات. وكثف الحزب هجماته في الأسابيع الماضية، بعد هدوء نسبي إثر محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في ال 15 من يوليو الماضي. وعبَّرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغيريني، في بيانٍ لها عن «تضامنها وتعاطفها مع الحكومة والشعب التركيين»، مشددةً: «سنواصل تعزيز تعاوننا لمواجهة الإرهاب». وذكر البيان أن الوزيرة ستزور أنقرة في ال 9 من سبتمبر المقبل «لمناقشة كل المسائل ذات المصلحة المشتركة مع وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو وزير الشؤون الأوروبية عمر تشيليك».