واصل مهرجان المنتجات الأسرية “إنتاجي”، الذي تنظمه لجنة التنمية الأهلية في محافظة عنيزة في مركز الملك فهد الحضاري، برعاية «الشرق« إعلامياً، اكتشاف المهارات والخبرات التي تتمتع بها الأسر المنتجة وتسويق منتجاتهم. ورصدت «الشرق« تفاعل الزوار مع المنتجات القيمة، والألعاب القديمة المصنوعة من الخشب ونقش الحناء اللتين استهوتا الأطفال، إضافة إلى الأشياء الثمينة داخل كل ركن مشارك في المهرجان. واستطاع منظمو المهرجان صنع أجواء مناسبة للمشاركين والزوار، ليترك طابعاً مميزاً لهم عند زيارته. مشاركات عالمية ويؤكد عبدالله العجروش، المتخصص في صنع الألعاب القديمة، خاصة المصنوعة من الخشب، ل«الشرق«، أنه يمارس مهنة النجارة منذ 35 عاماً، وورث المهنة من آبائه وأجداده، مبيناً أنه نفذ دورات خاصة في محافظة عنيزة لمتدربين في النجارة وصناعة الألعاب القديمة في نادي النجمة الرياضي، ومركز صالح بن صالح الاجتماعي، وحصل نظير ذلك على شهادات تقديرية عديدة. وأوضح أنه بدأ المشاركة في المهرجانات منذ أربع سنوات، على مستوى منطقة القصيم، وكذلك في مهرجان الجنادرية، إضافة إلى المشاركة في جناح المملكة في فرنسا. وقال العجروش إن أبرز أعماله هي سيارات الألعاب والكمرات، وصواني المكسرات والرفوف، والحاجيات الخاصة بمدارس البنات، إضافة إلى أنواع النجارة العادية المتعارف عليها، مضيفاً أن أكثر زبائنه من النساء. تسويق بجهود ذاتية تشارك أم مشعل في مهرجان “إنتاجي” للأسر المنتجة بصنع البهارات. ويؤكد ابنها ل”الشرق” أن والدته بدأت في عمل البهارات منذ ثلاث سنوات، وكانت بدايتها بجهود ذاتية، واتجهت إلى التسويق في الأسواق الشعبية بعد زيادة الطلب على منتوجاتها، مبيناً أن والدته شاركت في مهرجانات المنطقة ضمن مشاركات الأسر المنتجة. وأضاف أن والدته وسّعت نشاطها ليشمل الكليجا، إضافة إلى البهارات، مؤكداً أن المهرجانات الإنتاجية أضافت لهم أرباحاً وزبائن من خارج محافظة عنيزة. إعادة مجد الجدات تقوم “شعيع الشمرية”، البالغة من العمر سبعين عاماً، بغزل الصوف في ركنها في المهرجان، وتوضح ل«الشرق« أنها تشارك للمرة الأولى في المهرجان، وأضافت “مسؤولات المهرجان طلبن مني المشاركة بما لدي من معروضات، فأخبرت مسؤولات مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي أن المشغولات التي لدي قليلة وبعضها ليس للبيع، ولكنني أحببت أن أوضح للجيل الحديث عمل الأجيال السابقة”. وأضاف “ولدت وترعرعت في البيئة البدوية الأصيلة في عنيزة، وتعلمت من والدتي (رحمها الله) عمل الغزل الصوف، سواء بصوف الضأن أو بشعر الماعز، وكان عمري آنذاك حوالى سبعة سنوات، وواصلت تعلم صناعة المنسوجات من أدوات بيت الشعر ولوازم الإبل ومستلزمات حياة البادية، وبعد الزواج توقفت عن عمل المنسوجات وتفرغت لمسؤوليات المنزل وتربية أبنائي، وبعد أن كبر أصغر أبنائي عدت إلى عمل المنسوجات، وشاركت في تعليم المتدربات فن النسيج، بدءاً من غزل الصوف وبرمه، وتمت إضافة العمل بالقطن الصناعي، إضافة إلى الصوف الطبيعي”. وعن الوقت اللازم لعمل المشغولات، أوضحت أن بعض الأعمال يستلزم عملها شهراً أو أكثر حسب الحجم. وعن رأيها في المهرجان، قالت “هذه هي المشاركة الأولى لي، ولا أعلم عن المهرجانات أي شيء، ولم أستفد مادياً منه، لأنني لم أجهز مشغولات للبيع لعدم علمي المسبق بالمهرجان، وعملي لإبراز الموروث الشعبي فقط”. نقش بالحناء تعمل أم بندر في النقش بالحناء منذ الصغر، وتعلمته من والدتها، وطورت عملها وتميزت برسومات وتصميمات تجذب الكبار والصغار، حيث إنها حضرت دورات في عمان ومناطق جنوب المملكة، حيث يكثر استخدام النقش بالحناء. وعن المشاركة في المهرجان، أوضحت أم بندر أن مشاركتها هي الأولى، وكانت بدايتها عن طريق الاتصال بالضمان الاجتماعي لطلب قرض للأسر المنتجة، مضيفة أن الضمان كفلها بعد ذلك وسوّق منتجاتها. وذكرت أنه عند بدء المهرجان تكفل الضمان الاجتماعي بالموقع، مقدمة شكرها للقائمين على المهرجان، الذي أتاح لها تسويق مهنتها بشكل متميز. وطالبت أم بندر بتنظيم مهرجان خاص بالنساء فقط، وأضافت “هناك الكثير من النساء اللاتي يتمنين نقش الحناء، ولكن لوجود بعض الرجال مع عوائلهنّ في المهرجان لا يستطعن فعل ذلك؛ مما يضطرهنّ إلى إلغاء الفكرة، أو الطلب الخاص بالحضور للمنزل لعمل النقشات حسب الطلب”.