منذ ستين عاماً كان سوق اللحوم الواقع بالقرب من عمارة السبيعي بالهفوف يفتح أبوابه بعد صلاة الفجر وحتى صلاة الظهر، وتُديره عمالة سعودية من كبار السن، وتأتيه اللحوم في وقت مبكر، وكان وجود العامل الآسيوي في ذلك الوقت يمثل صدمة لكبار السن، بسبب سعودة السوق 100 %. “الشرق” زارت سوق اللحوم الجديد الواقع بالقرب من سوق الخضار المركزي، وكانت المفاجأة وهي وجود سعودي واحد فقط بين عدد كبير من العمالة الآسيوية التي سيطرت على العمل بالسوق، المفاجأة الثانية هي إغلاق أكثر من ثلاثين محلاً أبوابها بسبب ارتفاع القيم الإيجارية وبعدها عن المواطنين الذين يمثلون الزبائن. وفي السياق ذاته، يعاني السوق أيضاً من حالة إهمال شديدة، وعدم الصيانة وانتشار الروائح الكريهة والأوساخ به. بداية يقول ناصر محمد “آسيوي الجنسية” إنه يعمل في هذا المحل منذ عدة سنوات، في بيع لحوم الأبقار لعدم وجود جدوى من بيع لحوم الأغنام بسبب ارتفاع أسعارها، خلال السنوات الماضية. ويضيف سيف الإسلام “آسيوي” كل عامل لديه شهادة صحية،”لا يستطيع أحد اللعب بالنار”، وهذه العمالة تتواجد بشكل مستمر. أما العامل السعودي الذي التقت به “الشرق” فهو عبدالعزيز الجاسم السعودي، حيث يعمل في السوق منذ ثماني سنوات، منذ الصباح الباكر حتى الساعة الرابعة عصراً، ويضيف “هناك زبائن تأتي إلى السوق ولكن بشكل قليل بسبب بعد السوق عن الأحياء”، لافتاً إلى أن مبلغ إيجار المحل يبلغ ثمانية آلاف ريال سنويا، ولم يعلق على وجود محلات فارغة في السوق كما التزم الصمت حول وجود العمالة الآسيوية في السوق، مكتفياً بالقول “جميع الموجودين يعملون بالكفالة”. من جهة أخرى، أكد وكيل الأمين للخدمات المهندس عبدالله العرفج، أن الموقع سُلم لمستثمر وهو المسؤول عن الموقع من ناحية الصيانة والنظافة والتأجير، والأمانة دورها فقط المراقبة. فيما أوضح الناطق الإعلامي باسم أمانة الأحساء بدر فهد الشهاب تسليم الموقع لمستثمر سعودي يقوم بتأجير المحلات به لمواطنين سعوديين فقط، غير أنهم “المستأجرون” يقومون بتشغيل عمالة آسوية بمحالهم، مضيفاً أنه لا يحق للأجنبي استئجار محل بالسوق. المهندس عبدالله العرفج