اتسم لقاء معالي وزير الثقافة الدكتور عادل الطريفي، بالأدباء والمثقفين، في نادي جدة الأدبي «بيت الأدباء وخيمة المثقفين» مساء الخميس الماضي، بأنه لقاء عفوي وحميم وبسيط، حيث أراد معاليه لقاءنا، في مكان يحبه ونحبه، وهو مكتبة النادي وليس في قاعة المحاضرات الكبرى، لذا اختفت «البشوت» ومراسم البروتوكولات، التي يضيق بها المثقفون ذرعاً ويتضايقون منها. بقدر ما كنا جميعاً في شوق لسماع الدكتور عادل الطريفي وقراءة ما يفكر فيه، وتخطط له الوزارة وهي تحمل عبئاً ليس بالهين، ومسؤوليات كبيرة في هذه المرحلة من تاريخنا، للتمهيد والاستعداد لخطط التحول الوطني من خلال رؤية 2030، لأن من أهم دعائم هذه الرؤية الثقافة والترفيه، ومن أهم مقومات نجاحها. وبهذا القدر من الحماس، بدا لنا أن معاليه سعيد بلقائه بنا وهو قريب منا ويعرف حتى من كان يقرأ له من قبل أن يصبح وزيراً. تحدث معاليه عن خططه وفيما يفكر والوزارة بصدد التخطيط لتأسيس الهيئة العامة للثقافة وتعزيزها بالكوادر والعقول التي تديرها بشكل صحيح ومستنير، والاستعداد للدخول في مشاريع كبيرة تتوسع فيها الوزارة، لتفعيل الحراك الثقافي والفني، من خلال إنشاء عدد من المرافق الثقافية والفنية، مثل المسرح القومي ومجمع ملكي للفنون وأوركسترا «فرقة موسيقية وطنية» من شأنها أن تحقق أهداف الرؤية المستقبلية للثقافة لرفع مستوى الأداء والإبداع الثقافي والفني. وبدا أن معالي الوزير كان حريصاً ودقيقاً ولم يشأ أن يصرح بنشر كل ما يدور في اللقاء على اعتبار أنه لقاء عفوي قائم على الحوار والنقاش والتفكير في التفاصيل. خاصة أن الوزارة ستعمل على إقامة ورش عمل تشرك فيها شرائح مختلفة من المثقفين والأدباء والفنانين، لتحديد المسار الصحيح للأداء المتقن في مختلف قطاعات الثقافة ورفع مستوى فعالياته. وكما ذكرت ذلك في مقال سابق، فإن ثنائية الترفيه والثقافة في منظومة التحول الوطني من خلال رؤية 2030 وما ننتظره من متغيرات، تعتمد اعتماداً كليّاً على الاستثمار في عقلية أفراد المجتمع عبر مشروع ثقافي طموح، يُعتمد عليه في خطة مستقبلية تتنبأ بكل التحولات الضرورية التي نتطلع إليها، لتنفيذ برامجنا التنموية المستدامة التي تستهدفها الرؤية، ولكي نصل إلى الغاية المرجوة من التغيير ولضمان نجاح خطة التحول الوطني، فإن ما يعول عليه، توفير عنصري الترفيه والتثقيف لكل إنسان ينتمي لهذا الوطن. فالتثقيف وحده لا يوفر للمواطن غايته من أن يكون سعيداً في حياته، علماً أن السعادة عامل مهم في أن يكون الفرد نشيطاً ومفعماً بالحيوية والنشاط، يكون منتجاً وتفكيره أكثر إبداعاً. وما يُقصد بالترفيه هو الترويح «روِّحوا القلوب ساعة بعد ساعة حتى لا تمل»، والترفيه والتثقيف هما البوابتان اللتان تحققان للمواطن الإحساس بأهميته وأهمية الدور الذي يؤديه، وقد فُتحت له أبواب التواصل، بما يمثل الانفتاح الحضاري الذي يحقق له كل التوازنات، أما ما تُخطط له الوزارة حول مستقبل الأندية الأدبية، فالواضح أن البديل الذي يتلاءم مع رؤية التحول الوطني أن تكون مقراتها التي أُنشئت وأيضاً التي ستُنشأ كمراكز ثقافية تجمع مختلف ألوان الثقافة الفنون، في كيان واحد. ولما كان معاليه حريصاً على سماع كل الآراء والأفكار والرؤى التي تحقق الآمال والطموح، فقد طلب التواصل معه على إيميله الخاص في الوزارة. ومن المؤكد أنه سيرحب بآراء كل المثقفين والأدباء من حضر منهم اللقاء ومن غاب.