يوشك قرار يصدر بشأن إغلاق الأسواق والمحلات التجارية عند التاسعة ليلا صيفا وشتاء. حيث تتم دراسة هذا القرار، من قبل 6 وزارات معنية بالأمر، ولا أدري لماذا 6 جهات حكومية، تبحث أبعاد القرار، وأغلب الظن أن له آثارا اجتماعية وصحية واقتصادية؟ يغلب على الظن أن السلبيات تطغى على الإيجابيات في اتخاذ قرار بهذا الشأن، وكان قرار تغيير إجازة نهاية الأسبوع، من (الخميس والجمعة) لتصبح (الجمعة والسبت) وكان الغرض منه اقتصاديا بحتا، لكي لا تتعطل عمليات التداول والأعمال المصرفية في الهيئات المالية والبنوك التي يرتبط عملها بالأسواق المالية والبنوك في العالم، علما بأن كثيرا من البنوك تقلص أعمالها ويقل عدد موظفيها يوم الخميس، وبحسابات بسيطة يتضح أن إنتاجية ذلك اليوم ليست بقدر حجم الهدف الذي من أجله تم تغيير عطلة نهاية الأسبوع. ويخشى أن نصطدم بنفس النتيجة في القرار الجديد لعدة لعوامل. ينص قرار الإجراءات التي أوصت اللجنة المكلفة بدراسته قبل رفعه لتنفيذه، على عدة إجراءات سنضطر للعمل بها، ليكون القرار مقنعا ومنصفا لأصحاب المحال التجارية، حيث يبدأ دوام الأسواق والمحال التجارية بعد صلاة الظهر باستثناء الصيدليات وأسواق المواد الغذائية (السوبرماركت) والمطاعم، وتأخير موعد صلاة العشاء في معظم مناطق المملكة للساعة التاسعة ليلا كموعد لإغلاق الأسواق. وبهذا لا تغلق الأسواق خلال فترة العمل سوى لصلاتي العصر والمغرب، على أن يكون الفارق الزمني في الصلاتين بين الأذان والإقامة 10 دقائق بدلا من 20 دقيقة. إذا علمنا أن الهدف من هذا التغيير الذي يتم تطبيقه أسوة بالنظام الأوروبي والعالمي، وهو من حيث المبدأ ليس بالضرورة أن يكون ملائما لنا ولتقاليدنا، ولا يتناسب مع أجوائنا الاستوائية، حيث يتسوق غالبية الناس ليلا في وقت يكون الجو مناسبا ويتناسب مع الظروف العائلية. وإذا كان الهدف من هذا التغيير كما قيل بهدف سعودة الوظائف، حيث لا يقبل شبابنا وشاباتنا على العمل في المحلات التجارية نظرا لطول وقت دوام العمل فيها الذي يستمر ل 8 ساعات، فلا أعتقد أنه سيكون مناسبا حين يستمر العمل من الواحدة من بعد الظهر حتى التاسعة ليلا، وإن كان يتخلل الفترة ساعات استراحة. من المؤكد أن يكون الهدف مقنعا بحيث يراعي القرار الذي سيتخذ النواحي الأمنية والاجتماعية، حيث يضمن العمل بهذا النظام وجود كافة أفراد الأسر في بيوتهم منذ التاسعة أو العاشرة ليلا، وهذا لا يمنع بالطبع أن يكون السهر في الاستراحات، علما أيضا بأن مكوث أفراد الأسرة في البيوت وقتا أطول من الليل، سيسهم بالطبع في زيادة عدد السكان، ويتعارض مع التوازن المطلوب في التخطيط التنموي المتوازن وفق الرؤية المستقبلية بحيث يتناسب عدد السكان مع ما يقدم من خدمات وإمكانات. وهناك من يرى أن من أبرز سلبيات القرار أنه سيلحق أضرارا كثيرة بالتجار ولا يخدم ظروف المستهلكين، حيث إن تغيير نمطية شراء ما تحتاجه الأسرة وفقا لطبائعهم وأوضاعهم، ليس سهلا وفيه كثير من الصعوبة وصحة التنفيذ. نحن ما زلنا حتى الآن لا نستوعب إغلاق محطات البنزين في الطرق السريعة بحيث يتعرض المسافرون بين المدن للتوقف في المحطات وتعطيل سفرهم انتظارا لانتهاء وقت الصلاة، ويفترض أن يتناوب عمال المحطات في الطرق السريعة على عملهم فيها، بحيث يصلي البعض ويعمل البعض على تقديم خدمات محطات البنزين لسيارات المسافرين!!