بدأت كابول أمس حداداً وطنيّاً على ضحايا الاعتداء الأكثر دموية منذ 15 عاماً، الذي أسفر عن سقوط 80 قتيلاً خلال تظاهرة للهزارة، وأثار مخاوف جديدة حول توسع نفوذ تنظيم داعش في أفغانستان. وغداة التفجيرين اللذين استهدفا حشوداً من المتظاهرين الهزارة في العاصمة الأفغانية كان عديد من الأشخاص يبحثون في المستشفيات والمشارح عن أقربائهم المفقودين. وأحيا الاعتداء في أفغانستان «غالبية سكانه من السنة» المخاوف حيال إثارة النعرات الطائفية في بلد تجنب إلى حد كبير صراعاً دمويّاً بين السنة والشيعة. وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني «أعدكم بأنني سأثأر لدماء أحبائنا من مرتكبي هذه الجريمة أينما كانوا»، معلناً الأحد يوم حداد وطني. وحصل التفجيران فيما كان آلاف من الهزارة يتظاهرون للمطالبة بأن يشمل مشروع خط توتر عالٍ بقيمة ملايين الدولارات ولايتهم باميان، التي تعدُّ من أكثر المناطق المحرومة في أفغانستان. وأطلق غني على موقع الاعتداء اسم «ساحة الشهداء» حيث لا تزال بقايا أشلاء بشرية وأسلاك معدنية منتشرة في الشارع إلى جانب أغراض شخصية للضحايا مثل أحذية أو بطاقات ائتمان ويافطات رفعت خلال التظاهرة تطالب بعدم استثناء الهزارة من هذا المشروع. وبقي عديد من المتظاهرين ليلاً في المكان حيث أضاءوا الشموع وقاموا بتلاوة آيات قرآنية رغم أن الحكومة أعلنت حظراً للتجمعات العامة لعشرة أيام لأسباب أمنية. وتم حفر عشرات المدافن في مقبرة تقع على تلة قريبة. وتوزع المصابون على مستشفيات المدينة فيما أشارت تقارير إلى نقص في الدم ووجهت دعوات ملحة على وسائل التواصل الاجتماعي للتبرع بالدم. وقالت الأممالمتحدة إن «صفوف الرجال والنساء الأفغان الذين وقفوا للتبرع بالدم لمواطنيهم المصابين يشكل دليلاً مؤثراً على تضامن الشعب الأفغاني وصلابته في وجه العنف الرهيب». وتبنى تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا التفجيرين. والاعتداء المدمر في العاصمة يشكل تصعيداً كبيراً لتنظيم داعش الذي كان يتركز حتى الآن في ولاية ننغرهار شرق البلاد حيث عرف بالفظاعات التي ارتكبها خصوصاً قطع الرؤوس. وتخوض الحكومة الأفغانية حالياً عملية بدعم من ضربات جوية يشنها حلف شمال الأطلسي ضد تنظيم داعش في ننغرهار بعدما كان غني أعلن في وقت سابق هذه السنة إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم.