ولد مسرح المفتاحة عملاقا، فبعد عام واحد من افتتاحه كان الجميع على موعد مع حفلات ليالي أبها منذ صيف 1998م. استمر نشاط هذا المهرجان الفني إلى عام 2007م؛ حيث توقف فجأة ومنذ ذلك الحين ونحن – في كل عام – ننتظر أن يعود المفتاحة إلى سابق مجده، إلا أنني وبعد أن اطلعت على ضيوف مهرجان هذا العام 2016 م علمت أننا نحتاج إلى معجزة لتحقيق ذلك. كانت حفلات جدة الفنية أطول نفسا؛ حيث استمرت إلى صيف عام 2011م لتتوقف هي الأخرى معلنة توقف النشاط الفني على المسارح السعودية حتى لحظة كتابة هذا المقال، أما نشاط تلك الحفلات في منطقة الرياض والقصيم فقد توقفت قبل هذا كله منذ منتصف الثمانينيات الميلادية بعد أن رعتها الأندية الرياضية السعودية كالهلال والنصر. نعلم جيدا أن هناك حالة إحباط تمر بها المنطقة العربية إلا أنني لا أجد هذا إلا دافعا حقيقيا لعودة مثل هذه الأنشطة، فعند توقفها برزت في المهرجانات الصيفية أنشطة غريبة لا يمكن وصفها بأكثر من أنها مجرد «استعراض بالوني بلا محتوى». كنت أُفضل أن يبقى «ستاد المفتاحة المسرحي» الذي يستوعب حوالي 3800 شخص فارغا ومغلقا على أن يستضيف على خشبته مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي الضحلين غالباً. الفرصة الآن تبدو أفضل، والشارع بحاجة إلى البهجة والمحتوى الفكري والفني أكثر من أي وقت سابق، فليعد صوت المفتاحة معانقا المطر «فاليوم أبها وغدا أبهى» كما قال طلال مداح – رحمه الله – ذات يوم على خشبته.