لا يستوعب من في قلبه ذرة إيمان أن يُستهدف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمل إرهابي جبان، هذا الجرم العظيم ما هو إلا استفزاز لمشاعر المسلمين وتجسيد لأقصى مراحل الانتهاكات التي وصلت لها داعش التي كشفت عن نفسها جلياً وكشرت عن أهدافها التي كانت تسترها بالإسلام كذباً وزوراً، وأثبتت أنها ولادة صفوية، فجيناتها تطابق تلك الجينات التي نشطت في تدمير بيوت الله في العراق وسوريا، وتمنع داخلها بناء المساجد. لقد بدأت داعش مسلسل تفجير بيوت الله تعالى بمحاولة إثارة الفتنة الطائفية حينما استهدفت مسجد القديح بالقطيف ثم تبعها مسجد العنود بالدمام ومسجد الإمام الرضا بالأحساء، لكنها فشلت في هذا المخطط، بعد أن برهن أبناء الوطن سنة وشيعة أن وحدة وتماسك المجتمع فوق كل شيء. ثم قامت داعش أستهداف مسجد للقوات الخاصة بعسير وهذه المرة كانت بهدف الانتقام من رجال أمننا حفظهم الله الذين بفضل يقظتهم أوجعوا داعش بضربات قاضية أفشلت مخططاتها، وبالرغم من استهدافها الممنهج لرجال الأمن إلا أنها عجزت عن أن تثنيهم عن جهودهم العظيمة في قمع الإرهاب وتجفيف منابعه. استهداف داعش لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف حقيقة هذا التنظيم ومدى توافق أهدافه مع الأهداف والمخططات الإيرانية المستهدفة المساس بمقدساتنا، وجميعنا لا ينسى تورط إيران في محاولة تفجير الحرم المكي على الحجاج سنة 1986م، بالإضافة إلى تورطها في حادثة تدافع منى في حج العام الماضي، وفي كل ذلك تحاول طهران أن تحقق مكاسب وهمية في إثارة الرأي الإسلامي في محاولة إثبات فشلنا في تنظيم وإدارة الحج، ولكنها كعادتها تفشل، وداعش تسير وفق النهج الإيراني بل وتقاسمت معها الدور في الاعتداء على مقدساتنا، فإيران تستهدف مكة وداعش المدينة وكلتاهما لن تتجاوز حرص ويقظة رجال أمننا حفظهم الله.