تحطمت طائرةٌ أمريكيةٌ دون طيار أمس، خلال مهمةٍ قتاليةٍ ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في شمالي سوريا، فيما قُتِلَ 16 شخصاً في مدينة الحسكة جرَّاء تفجيرٍ انتحاري. وأعلن سلاح الجو الأمريكي، في بيانٍ له، تحطم طائرةٍ تابعةٍ له دون طيار من طراز (إم كيو 9 ريبر) بعد "فقدان السيطرة". لكنه نفى إسقاطها ب "نيران معادية"، قائلاً "لم يأخذها التنظيم بعد سقوطها" و"التحقيق يجري حالياً في ملابسات الحادث". ووفقاً للبيان؛ عمدت طائرات تابعة للتحالف الدولي ضد الإرهاب إلى تدمير حطام الطائرة "فهي ليست في أيدٍ عدوَّة". و"إم كيو 9 ريبر" طائرةٌ هجوميةٌ واستطلاعيةٌ في الوقت نفسه، وهي قادرةٌ على إطلاق صواريخ من نوع "هلفاير"، فيما يبلغ طولها 11 متراً وعرض جناحيها 20 متراً، أما قدرتها على التحرك ضمن شعاع فتشمل 1600 كيلومتراً بارتفاعٍ حتى 15 ألف متر. إلى ذلك؛ قُتِلَ 16 شخصاً على الأقل وأصيب 40 آخرون بجروح أمس جرَّاء تفجيرٍ انتحاريّ في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا. وفجَّر الانتحاري نفسه عشيَّة عيد الفطر، وكان على متن دراجة نارية في حي الصالحية الواقع تحت سيطرة المقاتلين الأكراد. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، ب "مقتل 16 شخصاً على الأقل وإصابة 40 آخرين بجروح، 15 منهم في حالة حرجة، جرَّاء إقدام انتحاري يقود دراجة نارية على تفجير نفسه في حي الصالحية". وكانت حصيلة سابقة للمرصد أشارت إلى مقتل 6 أشخاص. وبحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية؛ فجر الانتحاري نفسه أمام مخبز في الحي ذي الغالبية الكردية، وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان فور سماع دويّ. ويسيطر الأكراد على معظم أحياء الحسكة التي تُعد مركزاً لمحافظةٍ تحمل الاسم نفسه، فيما يسيطر نظام بشار الأسد على أنحاءٍ محدودةٍ من المدينة. على صعيدٍ آخر؛ طرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس خططاً لمنح الجنسية لبعضٍ من نحو 3 ملايين مهاجر سوري فرّوا من النزاع في بلادهم. وخصّ الرئيس التركي بالذكر "من تتوفر لديهم مؤهلات قد تفيد" بلاده. وأبلَغ الصحفيين بعد أدائه الصلاة في مسجدٍ في إسطنبول "الدول الغربية تفتح أبوابها لمثل هؤلاء الأفراد الموهوبين وليس لدى هؤلاء أي خيار سوى الذهاب للغرب عندما لا نفتح لهم أبواب المواطنة، ونحن نودُّ أن ننتفع من علمهم". وكانت أنقرة أبرمت اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر السواحل التركية. وقلَّص ذلك بشكلٍ حاد من أعداد من يصلون إلى جزر اليونان بسبلٍ غير شرعية. لكن الاتفاق واجهته عقبات بسبب الخلاف على قانونٍ تركي لمحاربة الإرهاب يريد الاتحاد الأوروبي تعديله ليتماشى مع قوانينه، وهو ما رفضته أنقرة مراراً. واعتبر أردوغان أن منح الجنسية لكثير من ذوي المؤهلات العليا بين اللاجئين السوريين سيخدم مصالح بلاده وسيُحسِّن مستوى المستفيدين من هذه الخطوة. ويعيش نحو 260 ألف سوري في مخيمات تديرها أنقرة، بينما يعيش الباقون في مختلف المدن التركية. وصرَّح طيب أردوغان "لا نعتقد أنه من الصواب استضافة هؤلاء الأشخاص في مخيمات أو مساكن من الحاويات أو في أماكن بدائية". وكان أردوغان طرح فكرة منح السوريين الجنسية قبل أيام، قائلاً إن وزارة الداخلية تتخذ تحركات في هذا الصدد.