كنتُ قد كتبتُ في إحدى مذكراتي، ومن خلال بطاقاتٍ أسميتها «البطاقات المعرفية»، ما معناه أن الغني يحسب أن الجميع أغنياء، وأن الناس قادرون على الحياة كما يحياها هو. ذكّرني ذلك مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لمسن وزوجته وهما يشكيان حالتهما وظروفهما السيئة، طلباً للمساعدة. تأثرتُ كثيراً، واضطربتْ لديّ المشاعر، وتزاحمت عليّ الأسئلة، مثل «هل يُعقل أننا مقبلون على بداية تنفيذ أولى مراحل رؤية المملكة 2030 ونحن ما زال لدينا أمثال هؤلاء؟»، «هل يليق بالمجتمع الذي يستعد للولوج إلى العالم الأول أن يضم بين أطيافه أمثال هؤلاء؟»، وغيرها من الأسئلة التي لا يتسع المجال لذكرها. الدولة من خلال القيادة العليا حريصة على المضي قدماً في برامج الرؤية، وأولها برنامج التحول الوطني، ولكن لن يكون من مهام القيادة العليا الوقوف على الجزئيات الصغيرة من تفاصيل هذه الرؤية، بل إن التفاصيل من مهام الشركاء، هيئات وأفراد، كل في موقعه لتنفيذ الرؤية، التي من أَوْلى أولوياتها البحث عن مثل ذلك المسن وزوجته ومعالجة حالتهما حتى لا تعيق برامج الرؤية. من المعلوم، لدى الجميع، أن الدولة – حفظها الله- وضعت مركزاً حكوميّاً في كل قرية وهجرة، من أجل الوقوف على احتياجات المواطن، ليحيا حياة كريمة، كما تريدها قيادتها العليا. تفاعلُ الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير مع الموقف، والتوجيه بسرعة معالجته، لتوفير حياة كريمة للمسنَّيْن أمر جميل، والأجمل، يا سمو الأمير، أن تُحاسَب الجهات المسؤولة عن مكان سكنى المسنَّيْن، على عدم نقل الحالة لأنظار سموكم إلا بعد نشرها. عيون الدولة في كل مكان، وواجبها نقل الصورة واضحة للقيادة.