أن تعتدي على شخص وقد اعتدى عليك فقد يُلتمس لك العذر من باب «ما دون الحلق إلا اليدين»، أما أن تعتدي على مسالم سلم المسلمون من لسانه ويده فقد اقترفت جريمة بحق تستحق عليها العقاب. لقد نشر أحد منبوذي «تويتر» هاشتاقاً تجاوز فيه على ما يزيد عن نصف مليون معلم، وأخطأ في حقهم خطأً فادحاً لا يغتفر، «يا غافل لك الله». يقول صاحب الاتهام إن التطرف يأتي من المعلم! وأنا أريد أن أسأله: هل عُلِمَ عن معلم متطرف وينشر الفكر الإرهابي، ولم تعلم عنه «الداخلية» حتى تأتي أنت أيها «المأفون» لتخبرها به؟ فإن كنت تعلم عن معلمين متطرفين فقد وضعت الدولة حفظها الله خطاً ساخناً على الرقم 990 ويمكنك التبليغ عن مكانهم ومدرستهم وتقديم أدلتك التي تدينهم بشكل واضح لا لبس فيه، ولو سلَّمنا أن هناك مَنْ اعتنق الفكر الضال منهم، فهل يجوز أن يؤخذ كل معلم بجريرته حتى يقال إن التطرف يأتي منهم؟ وإن كان يرمي التهم جزافاً دون بينة فوالله إنه يستحق المحاكمة. إن وزارتنا الموقرة على علم بمنسوبيها، ولن تصمت لو علمت بذلك، ولكنك أردت أن ترمي بشيء لا نعلمه، وصدقني لن تجد معلماً مداناً بهذه التهمة إلا نادراً والنادر شاذ لا يقاس عليه. لتعلم أن مناهجنا وبرامجنا التعليمية، وخطط الدروس والكتب المطبوعة، وتنظيم العمل ليس للمعلم فيها يد.