اعتبر المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، أن كل يوم يمر دون اتفاق بين الأطراف المتنازعة في اليمن، يزيد من معاناة الشعب اليمني، وذلك بعد أن وصلت المحادثات المقامة في الكويت إلى طريق مسدود، في ظل التعنت الذي تظهره جماعة الحوثي، حسبما نقل موقع المشهد اليمني الإخباري. وقال ولد الشيخ أمس، بمناسبة مرور 60 يوماً على المشاورات اليمنية: أعوّل على الدول الفاعلة لتحفيز اليمنيين على تخطي العقبات، مطالباً في الوقت نفسه بضرورة الضغط على الأطراف اليمنية لاحترام الاتفاقيات الدولية. وقدَّم المبعوث الأممي تقريره إلى مجلس الأمن عبر الفيديو، وقال ولد الشيخ خلال تقديمه للتقرير، إنه وضع خارطة طريق للتوصل إلى حل في اليمن ترتكز على تسليم السلاح. وعرض ولد الشيخ، الخطوط العريضة لمشروع الاتفاق الذي يعتزم طرحه، على طرفي النزاع خلال الأيام المقبلة، على الرغم من التباعد الذي لا يزال قائماً بين وفدي المفاوضات، وتحديداً فيما يتعلَّق بتشكيل حكومة وفاق وطني تزامناً مع الانسحابات. وأشار المبعوث الأممي، إلى أن الحل في اليمن يتضمَّن تصور الإجراءات التي نص عليها القرار الدولي، وتشكيل حكومة وحدة وتسليم السلاح، في حين رأى المبعوث الأممي أنه على الأطراف اليمنية تغليب المصلحة الوطنية للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الأزمة. من ناحيته، اتهم سفير اليمن لدى الأممالمتحدة خالد اليماني الميليشيات الحوثية بسرقة ملايين الدولارات من مقدرات اليمن، إضافة إلى تسببها في الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد. وقال اليماني في معرض تصوره للحل في اليمن إن «خريطة الحل باليمن تشمل تسليم السلاح، وانسحاب الميليشيات، وعودة مؤسسات الدولة لممارسة عملها من صنعاء». كما اتهم السفير اليمني ميليشيات الحوثيين باعتقال عديد من الصحفيين والسياسيين، إلى جانب ارتكابها انتهاكات بحق السجناء اليمنيين. وأكَّد أن الوفد الحكومي لمحادثات الكويت، يعمل بانفتاح كامل للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة في البلاد. وكان ولد الشيخ أحمد عقد جلسة مشاورات منفصلة مع وفد الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح أول من أمس. واستمرت الجلسة مدة ساعتين، وناقشت تصور الحوثيين وصالح للمرحلة المقبلة، كما ناقشت آراءهم لتشكيل اللجنة العسكرية والأمنية، التي ستتولى الإشراف على انسحابهم من المدن، وتسليم سلاحهم الثقيل للدولة. وحسب مصدر مطِّلع على مجريات الجلسة، فإن ولد الشيخ خرج عن صمته وأكد أن خارطة الطريق الأممية ستطرح للتنفيذ وليس للنقاش. من جهته قال رئيس الوفد الحكومي في مشاورات الكويت ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي، أمس إن مندوب اليمن في الأممالمتحدة سوف يحيط مجلس الأمن بالتصعيد العسكري الجديد للحوثيين. وأفاد المخلافي في تغريدات له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأن مندوب اليمن خالد اليماني سيُحيط أعضاء مجلس الأمن، بسيطرة الحوثيين وقوات صالح على جبل جالس في القبيطة، جنوب مدينة تعز. وأشار إلى أن «التصعيد العسكري للانقلابيين المتمردين شمل جبهات الجوف ونهم ومأرب والبيضاء وكرش وتعز بالاضافة الى القبيطة». وأوضح المخلافي أن جماعة الحوثيين وحزب صالح، لا يريدون تحقيق السلام. وقال «أبلغت المبعوث بأن احتلال الميليشيا الانقلابية لجبل جالس وتصعيدها العسكري في كل الجبهات يدمِّر أمل السلام ويمثل تحدياً للمجتمع الدولي». وأضاف إن الخطوات العسكرية الأخيرة للانقلابيين، تنسف جهود المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، في التوصل لعملية السلام، بعد نحو عام ونصف العام من الحرب الضارية، حسبما أبلغ المخلافي ولد الشيخ. وذكر الدبلوماسي اليمني أن الحوثيين وحزب صالح، يرسلون رسالة تحدٍ لمجلس الأمن قبل اجتماعه للاستماع لإحاطة المبعوث الأممي.