لم يألُ بنك الرياض جهداً طوال عقد مضى في مواصلة طريق العناية بالثقافة والأدب في المملكة بوصفها عامل تقدُّم للشعوب ونهضتها، وبرهن على ذلك، مثالاً، بتقديم الدعم والرعاية والتمويل لجائزتَي كتاب العام، والتميز النسائي، اللتين ينظمهما ناديا الرياض الأدبي، والقصيم الأدبي. وتعد الجائزتان نبراساً مضيئاً في سماء الثقافة السعودية لكونهما من أرفع الجوائز العلمية التي تُمنح في المملكة في ألوان المعرفة المختلفة للمبدعين والمبدعات تقديراً لإسهاماتهم المتميزة في المشهد الثقافي والاجتماعي، وتحفيزاً لهممهم من خلال كتب وأبحاث تثري الحياة العلمية، وتخدم المجتمع، وتساهم في تطوره. وتعد جائزة التميز النسائي، التي تعيش عامها الثاني هذا العام، ثمرة شراكة فاعلة بين النادي الأدبي في القصيم وبنك الرياض، وتخضع سياسة الحصول عليها إلى مجموعة من القواعد والشروط، أهمها أن يكون العمل إبداعاً سعودياً، وأن يكون مميزاً في أحد فروع الجائزة، وأن يتناول إحدى قضايا المرأة، ويحمل إضافة علمية جديدة. وتُمنح الجائزة للمبدعات السعوديات في ألوان معرفية محددة تشمل: الأعمال المترجمة من العربية إلى غيرها أو إليها، والبحوث والدراسات في مجال قضايا المرأة، والأبحاث العلمية والطبية، ومجال الفنون التشكيلية، وتُمنح الفائزات بالجائزة العضوية الشرفية الدائمة في النادي، فضلاً عن مبلغ مالي، ودرع تذكارية، وميدالية استحقاق، يقدمها بنك الرياض تحفيزاً لمواصلة طريق الإبداع. أما جائزة كتاب العام، التي ينظمها النادي الأدبي في الرياض بدعم مباشر من بنك الرياض، فهي درة التاج الثقافي السعودي، لما أحدثته وتحدثه على مدى 9 سنوات من أثر في الحركة الثقافية في المملكة بتشجيع الإصدارات الثقافية المتميزة، وتحفيز همم المؤلفين والمؤلفات على الإبداع. وتنحصر مواضيع الجائزة في الكتابة الإبداعية في المسرح، والشعر، والرواية، والقصة، والسيرة الذاتية، والدراسات الأدبية والنقدية واللغوية، والدراسات الفنية والإعلامية والثقافية. ويحصل الفائز بالجائزة على 100 ألف ريال، ودرع الجائزة، وبراءتها، وتُمنح جائزة كتاب العام مرة واحدة كل عام لفائز واحد، أو بالاشتراك، وتُمنح الجائزة للباحثين والمبدعين، والمؤسسات العلمية والثقافية تكريماً وتقديراً لعطائهم العلمي والإبداعي في الكتاب الفائز من خلال آراء المرشحين، ولجان التحكيم على يكون صادراً في الفترة المحددة. وتستمد الجائزتان قوتهما ومكانتهما من التزام القائمين عليهما بأعلى معايير الموضوعية في اختيار المرشحين سواء من قِبل الأفراد، أو المؤسسات العلمية في المملكة. وقال محمد عبدالعزيز الربيعة، نائب الرئيس التنفيذي للتسويق، والمشرف العام على برنامج خدمة المجتمع في بنك الرياض: «إن حرص بنك الرياض على التعاون مع ناديي الرياضوالقصيم الأدبيين من خلال رعاية ودعم جائزتَي كتاب العام، والتميز النسائي، يأتي انطلاقاً من مكانة الثقافة والعلم ضمن دائرة اهتمامات وأولويات العمل المجتمعي لدى البنك بصفته راعياً مهماً للجوائز العلمية في المملكة، انطلاقاً من اهتمامه بتنمية العنصر البشري علمياً بوصفه عماد التقدم ونواة الازدهار». وأضاف الربيعة، أن استمرار البنك في رعاية الجائزتين يعزز دوره ومساهماته في خدمة المجتمع، وتابع: «إن بنك الرياض يرى في تتويج جهود المبدعين المتميزين من أبناء وبنات الوطن وسيلة ناجعة لرفع شأن وكفاءة المخزون الثقافي والأدبي السعودي، وإثراء الحركة الثقافية لأبناء وبنات الوطن». تجدر الإشارة إلى أن جائزة كتاب العام توالى على الفوز بها عدد من المتميزين والمتميزات على مستوى المملكة في دوراتها الثماني السابقة عن كتبهم «باب السلام في المسجد الحرام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة» للدكتور عبدالوهاب أبو سليمان «الدورة الأولى»، وفي الدورة الثانية فاز مناصفة «كتب الرحلات في المغرب الأقصى من مصادر تاريخ الحجاز» للدكتورة عواطف نوَّاب، و»حكاية الصبي الذي رأى النوم» لعدي الحربش، أما الدورة الثالثة ففاز بها كتاب «معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة» للشيخ محمد العبودي، وفاز كتاب «ما يعوَّل عليه في المضاف والمضاف إليه للمحبي (ت1111ه)» تحقيق الدكتور عبدالعزيز العقيل، والدكتور سعود الحسين بجائزة الدورة الرابعة، في حين فاز كتاب «مقاربات حوارية» للدكتور معجب الزهراني بجائزة الدورة الخامسة، و»تاريخ أمة في سير أَئمَّة: تراجم لأئمة الحرمين الشريفين وخطبائها منذ عهد النبوة إلى سنة 1432ه» للشيخ الدكتور صالح بن حميد بجائزة الدورة السادسة، أما الدورة السابعة ففاز بجائزتها كتاب «قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية» لدارة الملك عبدالعزيز، الذي شارك في إعداده أكثر من 70 مثقفاً ومثقفة من أبناء الوطن وبناته، وفي الدورة الثامنة فاز بالجائزة مناصفة كتاب «صناعة المخطوطات في نجد ما بين منتصفي القرنين العاشر حتى الرابع عشر الهجريين» للدكتور عبدالله المنيف، وكتاب «البطل الضد في شعر الصعاليك» دراسة أسلوبية وظيفية للدكتورة هند المطيري. أما جائزة التميز النسائي، ففازت بها في دورتها الأولى الدكتورة غادة الطريف عن دراستها «المشكلات التي تواجه النساء الفقيرات العاملات في البيع بالمباسط النسائية»، كما فازت الدكتورة أمينة الجبرين بالمركز الثاني عن دراستها «المقالة النسائية السعودية»، وحققت الدكتورة وفاء خنكار المركز الثالث عن كتابها «الحماية الخاصة للنساء والأطفال في النزاعات والأزمات». جدير بالذكر، أن جائزتَي التميز النسائي، وكتاب العام مفتوح باب الترشح لهما هذا العام من خلال موقعَي نادي القصيم الأدبي، ونادي الرياض الأدبي.