أكد وفد مجلس الشورى إلى الولاياتالمتحدة، لأعضاء الكونجرس الأمريكي، أن حرب المملكة ضد الإرهاب سارت على خطين متوازيين، أمني وفكري، وحققت في هذين المسارين نجاحاً كبيراً، ففي المجال الأمني تصدت قوات الأمن للإرهابيين ونجحت في وأد كثير من مخططاتهم قبل تنفيذها في عمليات استباقية مشهودة. مبدين في الوقت نفسه استياءهم من سعي بعض وسائل الإعلام إلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة، وتساءلوا: «هل من يرعى ويدعم الإرهاب يكتوي بناره؟؟». وكان رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين استقبل أمس في مكتبه بمقر الكونغرس الأمريكي في واشنطن، نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد الجفري، والوفد المرافق له، بحضور سفير المملكة الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، حيث أشاد بالتطور الذي حققته المملكة، وبجهودها في مكافحة الإرهاب، خاصة على مستوى المنهج الفكري من خلال مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، منوهاً بجهود المملكة في تكوين تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب. وأكد خلال الاستقبال أهمية العلاقات بين البلدين، والعمل على تعزيزها وتنميتها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. وشرح الوفد لرئيس مجلس النواب رؤية المملكة 2030 وأهدافها، مؤكدين أنها لا تقتصر على تحقيق تحول في المجال الاقتصادي فحسب، بل ستشهد المملكة خلالها تحولاً على المستوى الاجتماعي بما يحقق للمواطن السعودي مزيداً من الرفاهية، وللوطن التقدم والازدهار. كما هيمنت الأوضاع في اليمن وسوريا، ومحاربة الإرهاب، على الاجتماعات التي عقدها الوفد في مقر الكونغرس الأمريكي أمس مع عضوي مجلس الشيوخ السيناتور كوري جاردنر والسيناتور جيف ميركلي، وأعضاء مجلس إدر ويس، وكيث إليسون وآدم كينزنجر. وشرح الجفري خلال اللقاءات مواقف المملكة تجاه القضايا الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أنها تبذل قصارى جهدها بما لها من دور رائد ومحوري لمعالجة عديد من قضايا المنطقة، وتحرص على استقرار منطقة الخليج العربي التي تمثل منطقة حيوية للعالم. مشيرا إلى أن قيادتها لتحالف عسكري عربي في اليمن جاء استجابة لنداء القيادة الشرعية. مؤكدًا أن قوات التحالف تتوخى الحذر الشديد لتجنب استهداف المدنيين أو المنشآت المدنية في اليمن، رغم أن الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح يتخذون تلك المنشآت مقرات لهم، ومخازن لأسلحتهم. وأوضح أعضاء الوفد أن ميليشيات الحوثي حشدت ميليشياتها على حدود المملكة، للاعتداء عليها، وتنفيذ مخططات إيران التوسعية، الرامية للسيطرة على المنطقة، من خلال تدخلاتها المتواصلة في الشؤون الداخلية في عديد من دول المنطقة، ودعم الميليشيات التابعة لها مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن. وأشاروا إلى الجهود الإنسانية والإغاثية التي تقوم بها المملكة لإغاثة الشعب اليمني من خلال مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز الدولي للإغاثة الذي يقدم المساعدات الغذائية والطبية لأبناء الشعب اليمني، ومد يد العون لهم، حيث تجاوزت قيمتها 500 مليون دولار. وفي الملف السوري أكد أعضاء الوفد خطورة الوضع الإنساني، والأمني الذي يعيشه الشعب السوري، حيث يعيش أوضاعًا مأساوية ومجازر وسفك للدماء، وحصار وتجويع، وتهجير للعائلات تعد أكبر عملية تهجير في التاريخ. وشددوا على أهمية الإسراع في إنهاء الأزمة السورية التي بات استمرارها يشكل تهديداً ليس للمنطقة فحسب بل لكثير من الدول، نظراً لتحول المشهد السوري إلى مرتع خصب لعديد من الجماعات المتطرفة والإرهابية. وأكدوا موقف المملكة الثابت والداعم للشعب السوري، ومطالبتها بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا لا مكان فيها لبشار الأسد.