كم أنت منكُود أيها الزول الغلبان، تختلق الخُرافة لوحدك، وتعيد تجميع الأساطير الهالكة في مصانع خيالك الخربة لوحدك، وتركب أكباد الصعاب لتمارس (رذيلة) الشعوذة لوحدك، وتدفع أتاوة تعميدك جاهلاً لوحدك، وتتلوى ألماً من فرط البلاوي التي شربتها في (بطنك الكبيرة دي) لوحدك، ليحتار فيك الأطباء بما فعلته بنفسك لوحدك، ليتم حشرك يوم القيامة غشيماً لوحدك! قبل سنين عددا، زعم الدجّال (أبو نافورة) في السودان بأنه يشفي الأبرص والأطرش والأهبل والأعزب والمطلقة من زوج متردٍ ونطيح. أبو نافورة اهتبل فرصة فوران نبع مياه بضواحي مدينة القضارف شرقي السودان، انفجرت مياهه لأعلى كنافورة عملاقة (لوجه الله)، فغمس البسطاء أنفسهم فيه من فرط الحر، يشربون و(يبلبطون)، ولأن مياه البئر المعدنية فيها من الكبريت وغيره ما يشفي حَمَلَة شهادات الأمراض الجلدية من تخصص البرص والجزام وغيرها، عافاكم الله وشفى ضحاياها. أشاع الدجّال في العالمين أنه من فجّر النافورة التي لا يأتيها الباطل من بين (طلاسمها) ولا مياهها، فركب (الأزوال) بعضهم طبقاً على طبق مصطحبين رعايا الدول العربية الشقيقة والشقيّة، يلتمسون عند (زول أبونافورة) العلاج، فانتهز سماسرة الجهل الفرصة، وحشوا النافورة بالأساطير والأكاذيب، حتى تحولت المنطقة لمنتجع (ثفالها شرقيّ نجدٍ ولهوتها قضاعة أجمعينا)، عسكر فيه العمايا والصبايا والمطلقات والمعلَّقات والعانسات والفقراء والعاجزين عن الجنس و(الماعندهم جنسية) حتى! لماذا يصرُّ بعضنا في التمسك بأستار حجر الجهل الأسود. يلتمسون العافية و(عدم الموت) والثراء والعيال عند سحرة جهلاء، وصف المتنبي سوء منقلبهم، بقوله: (لا يقبض الموت نفساً من نفوسهم/ إلاّ وفي يده من نتنها عود). غداً نحكي و(نشعوذ)، تعالوا علينا!