قالت مصادر من الشرطة العراقية ومصادر طبية، إن سيارة ملغومة انفجرت في حي مدينة الصدر، الذي تقطنه أغلبية شيعية في بغداد اليوم، ما أسفر عن مقتل 52 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 78 آخرين. وأعلن تنظيم داعش المتشدد مسؤوليته عن الهجوم، وهو الأكبر داخل المدينة منذ شهور. وفي وقت لاحق من اليوم، قال مصدر من الشرطة العراقية إن تفجير سيارتين ملغومتين في منطقتين منفصلتين ببغداد أوقع 22 قتيلاً على الأقل بعد الانفجار الذي قتل 52 على الأقل في حي مدينة الصدر. ودوَّى أحد الانفجارين في مدخل حي الكاظمية الذي تقطنه أغلبية شيعية شمال غرب العاصمة العراقية، حيث قُتل 15 شخصاً، وأصيب 33 آخرون. ووقع الانفجار الآخر في ممر تجاري بحي يغلب عليه السكان السُّنة غرب بغداد، حيث قُتل سبعة أشخاص، وأصيب عشرون آخرون. وقالت المصادر إن العدد في الانفجارين مرشح للزيادة. وتحسَّن الأمن تدريجياً في بغداد التي كانت تشهد تفجيرات يومية قبل عشر سنوات، لكن أعمال العنف التي تستهدف قوات الأمن والمدنيين لاتزال كثيرة وأحياناً ما تثير التفجيرات الكبيرة هجمات انتقامية ضد السُّنة الذين يمثلون أقلية في البلاد. وأجج القتال ضد تنظيم داعش الصراع الطائفي في العراق المستمر منذ فترة طويلة بين الأغلبية الشيعية في البلاد والأقلية السنية. ويهدد الصراع الطائفي أيضاً بتقويض جهود طرد التنظيم المتشدد من مساحات كبيرة من الأراضي في شمال وغرب العراق، كان التنظيم سيطر عليها عام 2014. وقد يزيد الهجوم الذي وقع في مدينة الصدر أمس من الضغوط على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لحل الأزمة السياسية التي أصابت الحكومة بالشلل منذ أكثر من شهر. وانفجرت السيارة الملغومة قرب صالون تجميل في سوق مزدحمة في ساعة الذروة الصباحية بمدينة الصدر، وقالت المصادر إن معظم الضحايا هم من النساء، ومن بينهن عدة عرائس، كان يجري تجهيزهن للزفاف فيما يبدو. وعُثر على جثتَي رجلَين في صالون حلاقة مجاور، وقيل إنهما عريسان، وتبعثر شعر مستعار، وأحذية، ولعب أطفال على الأرض في الخارج، وتسبَّب الانفجار في تدمير سيارتين على الأقل، ووصل حطامهما المبعثر إلى مناطق بعيدة عن موقع التفجير. وكان عمال الإنقاذ يسيرون وسط آثار الدماء لإخماد الحرائق وإجلاء الضحايا، وكان الدخان لايزال يتصاعد من عدة محلات بعد ساعات من وقوع التفجير، بينما أزالت جرافة هيكل السيارة المتفحمة التي استخدمت في التفجير. وقال تنظيم داعش المتشدد في بيان تداوله مؤيدوه على الإنترنت، إنه استهدف "تجمعاً للحشد الشعبي الشيعي في المنطقة". ودحرت القوات العراقية المدعومة بغارات جوية في حملة عسكرية تقودها الولاياتالمتحدة منذ نحو عامين التنظيم من محافظة الأنبار غرب البلاد، وتستعد لشن هجوم لاستعادة مدينة الموصل شمال البلاد، لكن لايزال المتشددون قادرين على شن هجمات خارج المناطق التي يسيطرون عليها. وكان التنظيم أعلن مسؤوليته عن عدة هجمات وقعت مؤخراً في أنحاء البلاد بالإضافة إلى تفجيرين انتحاريين في مدينة الصدر في فبراير، أسفرا عن سقوط 70 قتيلاً.