الضجة التي أثيرت حول إعلان البحث عن طيارين في الصحف الهندية تؤكد أن الناس يبحثون عن جنازة على الخطوط ليشبعوا فيها لطماً وإلا فإن الخبر عادي يحصل في كل الإدارات والجامعات وفي كل الدول، وقبل سنوات كانت وزارة المعارف تعلن عن حاجتها إلى مدرسين متزامنة مع لجان التعاقد في تلك الدول، لكن الغريب في الموضوع هو أن الخطوط السعودية «ناقلنا الوطني العتيد» التي احتفلت قبل سنين عديدة بمرور نصف قرن على تأسيسها تحتاج بعد كل هذه الفترة إلى طيارين وكأنه ليس هناك إدارة للتخطيط المرحلي والإستراتيجي ولا إدارة للموارد ولا خطة لإعداد وتأهيل الطيارين، والأنكى من ذلك أن يحدد الإعلان العمر ثلاثين عاما فما فوق ويشترط الخبرة عشرين عاما (كيف نحسبها؟) والأشد نكاية تصريح مصدر بالخطوط لصحيفة سبق أن الطيارين السعوديين الذين درسوا على حسابهم أمامهم 12 سنة حتى يصبحوا طيارين، وهو أمر ضروري لنقص عامل الخبرة والتدريب والتدرج المهني وعدد ساعات الطيران لكن أين كانت الخطوط قبل 12 عاماً لتدرب هؤلاء الطيارين السعوديين الذين يمتلكون الرغبة والحماس والشهادة التي نالوها على حسابهم الشخصي دون أن تتكلف خزينة الخطوط ريالاً واحداً، وهل كانت الخطوط في عزلة عن مصلحة الإحصاءات العامة التي تعلن إحصاءاتها عن النمو السكاني إلى عام 2050م، وهل تعجز إدارات الخطوط المعنية عن معرفة حجم النمو المتوقع والمستقبلي للركاب على متن طائراتها؟ وما الذي يمنع إذا لم تكن هناك طائرات تستوعب الطيارين في فترة سابقة أن تدربهم كجزء من خدمة المجتمع وتقدمهم إلى سوق العمل بأفضل تأهيل وتدريب، ولماذا نجحت ناس بتخريج ثلاثين طياراً سعودياً ضمن برنامج طياري المستقبل الذي يستهدف مئة طيار سعودي وهى لا تملك طائرات تستوعب هذا العدد وفي نفس الوقت لا تملك إمكانات وحجم جيش الموظفين في الخطوط أو عدد طائراتها، ويقول مصدر الخطوط إن الإعلان جاء بعد أن عملت الخطوط على تطوير أسطولها الجوي، أي أنها تفاجأت بالتطوير كما نتفاجأ نحن كل عام في يوم ثلاثين رمضان بأن غداً يوم العيد فنركض إلى الأسواق.