التغيير الإيجابي وصناعة التاريخ من جديد لا يُجيده إلا العُظماء..! «محمد بن سلمان» رجُل المهمات والمواقف، ونجل ذلك الأسد «سلمان الحزم» ومنطلق التغيير في تاريخ المملكة العربية السعودية، بل صانع التاريخ الجديد للعهد الجديد، رُبما نقول إنها الدولة السعودية الرابعة بدأها سلمان بن عبد العزيز، جاء خادم الحرمين بوضع حكومة تكنوقراطية وزج بمجموعة من الشباب ليكونوا وقود الوطن وقادة الوطن، وهم من يُديرون دفة الحكُم، والعمل في بلاد تشهد نقلة نوعية في علاقاتها الخارجية وفي مُعاملاتها الداخلية، وفي تنوّع مصادرها واقتصادها، وفي وطن جعل من المنطق والواقع شيئا ملموسا، فبدأت التحولات في التغيير لعديد من الثقافات السائدة، وزرع روح العمل لدى المواطن، والبحث عن بدائل عن النفط، وعدم اعتمادنا الكلي على هذا المُنتج، وإعطاء جرعات قوية للمواطنين، من خلال رسائل وبرامج عبر الإعلام وعبر قرارات ملموسة وإجراءات تُنفذ فوراً، ومن الأشياء الجميلة أن هُناك رغبة مُلحة بالمشاركة الجماعية بين الحكومة والمواطن، وأن يتقبّل المواطن الوضع الجديد ويتعايش معه كونه يشارك في صناعة المستقبل. جاء «برنامج التحول الوطني» وهو عبارة عن خطة خُماسية بدأت عام 2015 تحت مظلة مجلس الشؤون الاقتصادية الذي يترأسه «الأمير محمد بن سلمان» ومن خلاله أقيمت عديد من ورش العمل جمعت خبراء وزراء وأكاديميين، ومجموعة مُختلفة من شرائح متنوعة من المُجتمع ضمّت أيضاً مسؤولين وعلماء ومشايخ ورجال أعمال واقتصاديين، وإعلاميين وتتمحور أبرز ملامح البرنامج الذي حدد له موعد لن ينساه التاريخ يوم 25 من شهر إبريل هذا الشهر الذي حوّله الأمير الشاب من شهر لإطلاق الكذب إلى شهر الصدق والممكن والمنطق، والمعقول، هنا التحوّل الجذري، أن تُحوّل غير المنطقي، وغير المعتاد إلى منطق، وأن تقلب صفحات التاريخ إن أبرز ملامح «برنامج التحول الوطني» هو قياس الأداء للأجهزة الحكومية من خلال551 مؤشر قياس حول 17 مكوناً رئيساً، يأتي في مُقدمتها التعليم، والصحة، والإسكان، والعدالة الاجتماعية، إضافة إلى البيئة العدلية والخدمات البلدية، والبنية التحتية وقد حدد عام 2020 موعداً لقياس أداء تنفيذ الخطط والبرامج المطروحة من المسؤولين في الأجهزة الحكومية. لم ينس البرنامج دور القطاع الخاص والمٌشاركة الفاعلة في العملية الإنتاجية، والقضاء على البطالة ومُشاركة الحكومة في برامج التوظيف، والاستثمار الحقيقي في المشاريع التنموية وفي استثمار طاقات الشباب وإعدادهم للمُستقبل، وتجهيز عديد من البرامج التي تُؤهلهم إلى الدخول في سوق العمل، وإبراز مواهبهم وإبداعهم مع الدعم الكامل من هذا القطاع لأي مشاريع جديدة وتبني الأفكار التي تجعل من الشباب وطاقاتهم ثروة يستفيد منها البلد، فكانت للبرنامج أهداف وُضعت وخطط رُسمت لتجعل للقطاع الخاص دورا أكبر من الماضي، وقد حرص خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه إلى التعبير صراحة بخصوص هذا الموضوع وقالها مراراً وتكراراً، إن دور القطاع الخاص مُهم جداً في هذه المرحلة، ومُشاركتهم واجب تحتّمه المواطنة الفاعلة..! إضافة إلى طرح موضوع «الخصخصة « بشكل علني وقوي، وما طرح الاكتتاب في 5 % من أرامكو إلا بداية للتحويل من الاعتماد على النفط إلى تنوّع الاستثمارات، وتنويع الدخول من الاعتماد على مُنتج واحد إلى التغيير نحو الاقتصاد العالمي في الاستثمارات، وكان من أهم ما طُرح وجاء به البرنامج ما أعلنه «محمد بن سلمان» من إنشاء «صندوق سيادي» يعتبر الأقوى، والأكبر في العالم. ولم يُغفل «مشروع التحول الوطني» تفعيل ودور مُؤسسات المجتمع المدني، ومن أهم أهداف البرنامج السماح للمرأة بالتجارة مع تسهيل الإجراءات في دخولها لهذا الميدان، وإيقاف الدعم الحكومي عن الكهرباء والماء لأصحاب الدخل العالي، وحل أزمة الإسكان، وإطلاق حُزمة من الإصلاحات الاقتصادية والتوسع في الخصخصة هكذا هو «محمد بن سلمان» أعاد للتاريخ وهجه، وجعل من «اللاواقعي» واقعا ملموسا، ومن شهر إبريل شهراً يتناقل فيه الناس الكذبة البيضاء والخداع ُربما إلى شهر تتحقق فيه الأماني والطموحات وتُبنى فيه الدول.