يا أيها المسحور بالأنغام إن همستْ وإن صرختْ وإن رقصتْ على أطلال ماضينا، أتبكي أنْ: صلاحُ الدين فارقنا ولم يترك شبيهاً واحداً فينا؟! فضاع المسجد الأقصى، وعاثت نجمة الأوغاد في الجدران تهديماً وتلوينا؟! وتغضب أنْ: لصوصُ (الألفِ) لم تُقطَع أياديهم، فصار الكفُّ (مليونا)؟! وتحزن أنْ: نصوصُ الشِّعر باردةٌ ولم تحمل دماءً خطَّها العسكرْ؟! لتبقى مصرُ (عازفةً) على موّالها الأغبرْ؟! يروحُ ذراعها الأيمنْ، يجيء أليفُهُ الأيسرْ؟! عبيدٌ نحن يا زوجي، وحُكمُ العبد أن يركعْ. ومهما قلتَ يا زوجي، قلوبُ الصخرِ لا تسمعْ. وماذا يصنعُ الجرَّاحُ يا قلبي بلا مِبْضَعْ؟! دَعِ الأوهامَ يا حُبّي، وقل لي دون أن تغضبْ: لماذا ننتمي للعُرْبِ والتاريخُ لا يكذبْ؟! ألسنا نحن من خانوا ومن هانوا ومن داسوا على الأقلام والمكتبْ؟! فأفسحنا ل(راقصةٍ) وضيّقنا على (عِلْمٍ)، على (عَلَمٍ)، على من خالف (المذهب)؟! قمعنا بعضنا بالله...! بالجلباب...! بالأنساب...! باللحية...! ولَبْرَلْنَا...! وعَلْمَنَّا...! وكَفَّرْنا...! رقصنا فوق أشلاء الحِمَى (دحية)! وتأتي الآن مهموماً، ومجنوناً، ومفتوناً، وتصرخُ أنْ: مؤامرةٌ يدبرها (كلابُ) الغربِ يا نجوى؟! أفق يا شاعراً ب(الغُلْبِ)، تُبْ عن غيك الأزلي، أعلن -صادقاً- للناس أنّ (كلابنا) فينا، وأنّ الشوك إذ ينمو بأعيننا... غرسناه بأيدينا... بأيدينا! أنا قلت الذي عندي بلا حرجٍ ولا تزييفْ فقل لي الآن يا حبي: (تتعشى والاّ تنام خفيف)؟!