منظومة القِيَم لكل مجتمع، هي المحددات الأساسية لهويته، والمعالم الرئيسة لثقافته، ومع التمايز القيمي بين المجتمعات، فإن هناك قيماً إنسانية مشتركة، هي الحد الأدنى «لأنسنة» البشر، ولغة التواصل والتعايش بين كافة الحضارات. واستناداً إلى حتمية التغير والتغيير، وحقيقة التأثر والتأثير، فقد سهل اختراق بعض خصوصيات المجتمع القيمية في عالمٍ أصبح عبارة عن صورةٍ حية، أو«تغريدةٍ» طازجة، تخترق كل الجدر والأستار، في ظل وسائل الإعلام الجديد، ومنصات التواصل المحموم..! ولذلك كله؛ فإنَّ «كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية»، الذي أنشأته جامعة الملك عبدالعزيز، بناءً على توجيهاتٍ من «الأمير نايف» رحمه الله، يعد مفخرةً علمية، لما تمثله القيم من مكانةٍ وأهمية في مجتمعٍ إسلامي، يقوم بناؤه على مكوناتٍ أساسية للقيم والأخلاق المستمدة من الدين الحنيف، وهي أولى القضايا بالدراسات العلمية في ظل رؤية الكرسي بصفته مرجعية معرفية وبحثية للقيم الأخلاقية، وتحقيقاً لرسالته في تعزيز القيم، وتفعيلها بأساليب عصرية، ووسائل منهجية، والتفاعل مع كافة المجتمعات الإنسانية. وتحقيقاً لتلك الرؤية والرسالة؛ فقد أطلق الكرسي مسابقة «أخلاق للأفلام القصيرة» لتكون مبادرةٍ إبداعية، لإيصال فلسفته وأهدافه إلى قطاعات أوسع من المجتمع، خاصة فئة الشباب، التي تحتاج إلى مبادراتٍ نوعية، تتوافق مع رؤاهم، ووسائلهم الحديثة في التعبير والتفكير. ومن شروط المسابقة، التي حُدد الموعد النهائي لاستقبال مشاركاتها في ال 13 من رجب الحالي: ألا تتجاوز مدة الفيلم (15 دقيقة)، وأن يحمل مضامين أخلاقية مثل: حب الوطن، والتسامح، وحب العمل، والتفكير العلمي، واحترام الوقت، وغيرها من القيم السامية، وستعلن النتائج في ال 20 من رجب، ويتم تكريم الفائزين خلال أيام المهرجان الثلاثة على صالة الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة. ختاماً؛ رحم الله صاحب فكرة كرسي الأخلاق، وتحية تقدير لجامعة المؤسس، وللمشرف العام على الكرسي، ولكافة المشاركين والمساهمين.