نفى أمير قبائل الدليم حاتم السلمان في حديثه ل” الشرق” وجود تحرك لمقاتلي القاعدة، باتجاه سوريا مشددا على أن الحكومة سمحت بخروج مقاتلين وأسلحة لمساندة الحكومة السورية، وقام هؤلاء المقاتلون، الذين يعتقد بأنهم تدربوا في إيران، بشراء الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من بقايا أسلحة الجيش العراقي السابق، مما أدى إلى ارتفاع سوق السلاح في المناطق الغربية من العراق. ويقول قائد الفرقة الثالثة – شرطة اتحادية – المتمركزة بالموصل اللواء الركن مهدي الغراوي، إن “تهريب الأسلحة عبر الحدود العراقية السورية أصبح بشكل عكسي، فبعد أن كانت الأسلحة والإرهابيون في تنظيم القاعدة يتسللون إلى العراق من سوريا، أصبح الأمر عكسيا. وتابع الغراوي “حواضن تنظيم القاعدة قلّت في العراق، بعد أن قتلنا واعتقلنا الكثير منهم، وولدينا معلومات أن هناك رسائل استغاثة من القاعدة موجهة لقياداتها، وهناك تعاون بين حزب البعث ودولة العراق الإسلامية”. تقرير الصنداي تايمز مفبرك أمير الدليم، نفى بشدة هذه التصريحات ووصفها ب “تخبط الحكومة باتجاه السعي لمساعدة النظام السوري، بعد أن كان هذا النظام يقوم بتصدير الإرهاب ألى العراق مثل السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، وقاتلناهم بقوة في مناطقنا، واستطعنا القضاء عليهم” واصفا تقرير صحيفة الصنداي تايمز ب “المفبرك”، الهدف منه إثارة المشاكل في المناطق الغربية من العراق التي لا ترغب عشائرها التدخل في الشؤون الداخلية السورية، وإن كانت راغبة بمساعدة الشعب السوري، إنسانيا، دون تدخل في قرار الشعب بالتخلص من النظام البعثي الذي يرتدي عباءة القومية العربية وينفذ الأجندة الإيرانية. وكانت صحيفة الصنداي تلغراف البريطانية نشرت مقالا كتبه بيتر أوبورن يتساءل فيه، إن كانت بريطانيا، التي غزت العراق وأفغانستان للقضاء على القاعدة، دخلت معها في حلف في سوريا، وينطلق الكاتب في افتراضه هذا من شهادة لجيمس كلابر مدير جهاز الاستخبارات الأمريكية أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، والتي قال فيها إن عمليات التفجير في دمشق تحمل بصمات القاعدة. القاعدة من العراق إلى سوريا وفي ذات الإطار، كشفت مصادر كردية ل”الشرق”، في اتصال هاتفي من أربيل عن ترجيحات أمنية ترى بأن تنظيم القاعدة يجري تحولا في عدد مقاتليه من العراق إلى سورية لدعم الجيش السوري الحر، أبرز معالمها التفجيرات الأخيرة في عدد من المدن السورية. وأكدت هذه المصادر الأمنية في كردستان العراق، أن الاسايش”الأمن الكردي” وجهاز”ميات” مختصر تسمية الاستخبارات العسكرية التركية، يرصدان يوميا تدفق مقاتلي القاعدة إلى سورية من خلال منافذ سبق وأن استخدمتها القاعدة في نقل مقاتليها من سورية إلى العراق خلال السنوات القليلة الماضية. واشارت إلى أن العديد من كبار قادة الفرق والألوية العسكرية العراقية السابقين يشاركون في دعم الانتفاضة ضد نظام حكم بشار الأسد، ورصدت ذات الأجهزة الأمنية، وبالأخص في مدينة حمص، تعمل بالتنسيق مع الجيش السوري الحر. الضباط السابقون لهم مواقعهم في الأجهزة الأمنية قال مصدر أمني رفيع إن مثل هذا الحديث عن مشاركة ضباط من الجيش العراقي المنحل في عمليات الجيش السوري الحر تجانب الصواب، وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ل “الشرق” إن الكثير من كبار ضباط الجيش العراقي السابق لهم اليوم مواقعهم في الأجهزة الأمنية العراقية الحالية، وهناك عدد محدود منهم، سبق وأن تورط بالعمل مع تنظيم القاعدة، وليس غريبا أن يتحولوا إلى مرتزقة إقليمية، لتنفيذ أعمال قذرة في سوريا وفقا لاجندات من يدفع لهم أموال اكثر، وأوضح “الحقيقة الأساسية التي يجب أن لا يغفلها أي خبير أمني، أن الاضطراب السوري، يجعل القوى الإقليمية والدولية، لاسيما الولاياتالمتحدة الإميركية لا تتوانى عن توظيف أي جهة يمكن لها أن تؤثر على نتيجة هذه الاضطرابات بما يحقق لها أهدافها في سوريا”.