أسفر هجومٌ انتحاريّ استهدف فندقاً في الصومال أمس عن مقتل 6 أشخاص بينهم مسؤولٌ كبيرٌ في حكومة محلية، فيما أعلنت حركة «الشباب» المتطرفة مسؤوليتها. ووقع الهجوم في بلدة غالكايو على الحدود بين منطقتي بونتلاند وغالمودوغ وعلى مسافة 650 كيلومتراً شمالي شرق العاصمة مقديشو. وذكر المسؤول في الشرطة، عبدالوالي أدان، أن «انتحاريّاً فجَّر نفسه ما أدى إلى مقتل عديد من الأشخاص بينهم مسؤول كبير». ووفقاً لشهود؛ وقع الانفجار القوي قرب مقهى يرتاده عدد كبير من الأشخاص. وعلَّق أحد السكان المحليين، ويُدعى أحمد صدق، قائلاً «سمعت صوتاً قويّاً ورأيت أشلاءً من الجثث في أنحاء المنطقة». وأعلنت «الشباب»، التي تقاتل للإطاحة بالحكومة، تنفيذها الهجوم. وجاء في بيانٍ، بثَّته إذاعة «الأندلس» الناطقة باسم الحركة المتطرفة، أن مقاتلين استهدفوا مسؤول المالية في منطقة مودوغ في بونتلاند فقُتِلَ مع 5 من حراسه. مقتل تركيين في مقديشو يأتي ذلك غداة مقتل عديد من الأشخاص نتيجة إطلاق نار في العاصمة. ومساء الأربعاء؛ قتل مسلحون 6 أشخاص بينهم عاملان إنسانيان تركيان داخل سيارتهم في مقديشو، وفق ما أعلنت السلطات أمس. وأفاد المتحدث باسم بلدية مقديشو ب «مقتل 6 أشخاص بينهم تركيان، وجُرِح 6 آخرون». ومن بين القتلى سائق سيارة التركيين وعناصر حمايتهما. وندد رئيس الوزراء الصومالي، عمر عبدالرشيد، بالهجوم، ووصفه ب «الخسيس». وقال «نبدي كل تعاطفنا مع أهالي الضحايا والحكومة التركية»، معتبراً أن «المواطنين التركيين البريئين فقدا حياتهما خلال تقديمهما الدعم». وتركيا من أكبر الدول المستثمرة في الصومال والمانحة لها. وفي هجوم آخر في مقديشو؛ قُتِلَ 4 أشخاص مساء الأربعاء خلال تبادل لإطلاق النار بين وحدات متنازعة في الجيش، وفق شهود. ومن بين الضحايا 3 مدنيين. وروى عبدالرزاق علي، أحد شهود كثيرين على الحادثة، أن جنوداً استهدفوا جنديّاً آخر فقتلوه «لكنهم قتلوا أيضاً 3 أشخاص كانوا يمرون من هنا». جفاف إلى ذلك؛ تسعى حكومة مقديشو بعد عقودٍ من النزاعات في البلاد إلى حل مشكلة الجفاف الحاد. ومن أكثر المناطق تضرراً شمال الصومال بما يشمل منطقة أرض الصومال التي أعلنت استقلالها من جانب واحد إضافةً إلى منطقة بونتلاند الخاضعة لشبه حكم ذاتي. و»هناك حوالي 385 ألف شخص في هاتين المنطقتين بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية»، بحسب الأممالمتحدة. ودعت المنظمة الدولية، في بيانٍ أمس، المجتمع الدولي إلى تأمين 105 ملايين دولار (92 مليون يورو) لتوفير مساعدات غذائية لمليون شخص مهددين بالمجاعة في الصومال نتيجة الجفاف الحاد. وشدَّد منسق المساعدة الإنسانية الأممي في الصومال، بيتر كليرك، على الحاجة إلى «تحرُّك عاجل الآن، وإلا سنواجه تدهوراً سريعاً وكبيراً للوضع علماً بأن الجفاف قد يتفاقم في الأشهر المقبلة». وأخبر كليرك صحفيين في نيروبي بأن «المجتمعات السكانية الصومالية بدأت تفقد سبل عيشها»، مؤكداً «حان وقت تأمين المال لتجاوز المرحلة الحرجة وتجنُّب أزمة أكثر خطورة وخسائر في الأرواح». وسجلت ظاهرة النينو المناخية، وهي تيار استوائي حار مصدره المحيط الهادئ يظهر كل 5 أو 7 أعوام، ارتفاعاً حادّاً هذا العام. وتتسبَّب الظاهرة في موجات جفافٍ في بعض مناطق العالم على غرار شرق وجنوب إفريقيا، فيما تُسبِّب فيضانات خطيرة في مناطق أخرى. وفي عام 2012؛ تسببت موجة جفاف واسعة النطاق إضافةً إلى الحرب الأهلية في مجاعة في الصومال أدت إلى وفاة أكثر من 250 ألف شخص. وأشارت الأممالمتحدة إلى تسجيل «وفيات مرتبطة بسوء التغذية»، معتبرةً أن «التداعيات ستكون خطيرة إذا لم تتأمن المساعدة المالية الآن». في السياق نفسه؛ تشهد إثيوبيا المجاورة أسوأ موجة جفاف منذ 30 عاماً. وبات أكثر من 10 ملايين إثيوبي في حاجة إلى مساعدات غذائية. وتتحدث المنظمة الأممية للطفولة «اليونيسيف» عن معاناة 435 ألف طفل إثيوبي من سوء التغذية.