أعتقد أنه ليس هناك مواطن سعودي لم يَصْحُ صباحا إلا ويجد معركة جلد مجالد و«محط عقل» ما بين أحد جيرانهم ومندوب شركة الكهرباء، ذلك الموظف «المسكين» المغلوب على أمره، الذي يعتبر أتعس موظف في السعودية وأكثر موظف يعتدى عليه، ومن أجل أن يؤدي وظيفته ليس له إلا أن يتخذ سياسة وأسلوب دبيب النمل ويتسلل على أطراف أصابعه كما القط الذي يريد أن يقفز ويفصل الكهرباء ويطلق ساقيه للريح، كما كان يفعل صبية الحارة الأشقياء حينما يقومون بقرع أجراس البيوت ويهربون للمتعة واللهو! من المفترض على شركة الكهرباء أن تصرف «بدل جلد» لهذا المندوب الذي لا يمر صباح دون أن يأخذ له تصبيحة مليئة بالشتيمة أو التوبيخ أو «غسل شراع». لا أعرف ما هو المسوغ الذي يجعل شركة الكهرباء الموقرة تقوم بفصل التيار الكهربائي عن المنازل هكذا فجأة وإن كان هنالك إنذار مسبق بالفصل، فلو أن شركة الكهرباء فكرت قليلا وجلست مع مستشاريها الموقرين لوجدت آلاف الحلول لتفادي تلك المشكلة وضمان حقها المادي دون أن تكبد مندوبيها مشقة «التمردغ» ومن ضمنها بأن تستخدم طريقة البنوك وشركات التقسيط في خصم القسط الشهري من الحساب الشخصي لصاحب المنزل أو الشقة، دون أن تفصل التيار عنه وعن أسرته، فلربما يكون لديه مريض، وربما يكلفه ذلك ثمنا باهظا في فساد وتلف المواد الغذائية التي تكدست في الثلاجة، ولكن ما يعوضه عن كل تلك الخسائر تعويضها بالمندوب «الشماعة».