أنا كائن ورقي، لكن ما يشغلني: كيف يمكن أن تتم ملاحقة تلك السيول الهادرة من المعلومات التي تتلاحق عن طريق الإنترنت والآي باد والفيس بوك وغيرها؟ بالطبع لا يمكن أن يلم الكاتب أو الصحفي بكل الأمور التي تحدث في الثانية والدقيقة، ولكن يمكن موازنة الأمور فيما هو مقدور عليه من اطلاع سواء ما ينشر في الصحف الورقية أو ما يشاهده عبر القنوات التلفزيونية والمذياع وتويتر والفيس بوك. لكن كل هذا قد يؤدي في النهاية إلى شيء من التعب والقلق والمعاناة، ما دام ذلك الشيء الذي يعلو الرقبة بعد سنتمترات شغال كبندول الساعة لا يتوقف حتى في ساعات المنام تحلم أحيانا بشيء من ذلك لدرجة أنك تستيقظ أحيانا مفجوعا وأنت ترى في منامك حادثة أو كارثة حدثت في مكان ما. لم يعد للراحة أو الاستراحة مكان وسط هذا الخضم الكبير من سيلان المعلومات التي في معظمها كوارث وأحداث مأساوية تضطر أمامها أن تمد يدك بين الحين والآخر إلى علبة (البنادول) المسكن على أمل تهدئة ذلك الصداع الذي تمارسه عليك كثرة الأحداث وتنوعها، بحيث لا تترك لك مجالا حتى للابتسام إذا وجدت بالصدفة بين هذه السيول الإخبارية خبرا طريفا أو معلومة في تفاصيلها شيء من السعادة . أكتب لكم كل هذا أنا التعيس جدا، وبعد أن أكملت الكتابة اضطررت مجبورا على تناول الحبة المسكنة مع كأس الماء والله يستر من الإدمان عليها.