انطلقت أمس في الرياض التصفيات النهائية للنسخة ال 18 من مسابقة جائزة خادم الحرمين الشريفين المحلية لحفظ القرآن وتلاوته وتفسيره، بمشاركة 111 متسابقاً من البنين والبنات. وبلغ عدد المتسابقين 58، فيما بلغ عدد المتسابقات 53. واستمع المحكِّمون والمحكِّمات إلى 46 متسابقاً ومتسابقة في اليوم الأول للتصفيات النهائية التي تُنظَّم داخل فندق «فور بوينتس» في الخالدية، في حين يكرِّم أمير الرياض، الأمير فيصل بن بندر، الفائزين مساء الأربعاء المقبل. وفي الجلسة الافتتاحية؛ شرَح رئيس لجنة التحكيم، الدكتور أحمد بن علي السديس، للمتسابقين الأنظمة الخاصة بالجائزة ولوائحها التنظيمية، قبل أن تبدأ لجنة التحكيم في الاستماع إلى التلاوات. ووصف السديس، وهو عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، المسابقة بجائزة قرآنية سنوية «يتنافس فيها حفظة كتاب الله جلَّ وعلا على تلاوة كتابه وتدبُّر عظاته في جو إيماني مفعم بالأخوة والتعاون والتواصل». وفي القسم النسائي؛ رحَّبت رئيسة لجنة التحكيم، الدكتورة لولوة المفلح، بالمتسابقات، وأطلعتهن على آلية التحكيم وأنظمة المسابقة، ثم بدأت اللجنة الاستماع إلى تلاواتهن. وتجري جلسات الاستماع على فترتين صباحية ومسائية. وأكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح آل الشيخ، أن الرعاية المتواصلة للمسابقة من جانب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، تعدُّ امتداداً لعناية الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بالقرآن الكريم؛ تعليماً له في المساجد والمدارس والجامعات. في السياق نفسه؛ نوَّه وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير، الدكتور محمد باسودان، بالاهتمام البالغ من جانب الحكومة الرشيدة بالقرآن الكريم وأهله وطباعته وترجمة معانيه والتشجيع على حفظه ونشره وإقامة المسابقات الدولية والمحلية لحفظه وتفسيره. ودعا وكيل الوزارة أولياء الآمور إلى «الحرص الشديد على إلحاق أبنائهم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم لحفظ كتاب الله؛ لما فيه من الخير الكثير لهم ولأبنائهم». وحثَّ خطباءَ المساجد على تذكير أفراد المجتمع بأهمية الالتحاق بجمعيات التحفيظ والتشجيع على ذلك. ورفع باسودان شكره لخادم الحرمين على ما يوليه من اهتمامٍ وخدمةٍ للإسلام والمسلمين «ومن ذلك رعايته المسابقات القرآنية»، مُعبِّراً عن تقديره للقائمين على جمعيات التحفيظ والأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية على ما يقدمونه من جهود لنشر كتاب الله. ومن أهداف المسابقات الإسهام في تكوين جيل قرآني متماسك وتربية الأبناء والبنات على حب القرآن والتعايش معه تلاوةً وحفظاً وتدبراً، بحسب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الحدود الشمالية، عواد بن سبتي العنزي. وأشار العنزي إلى ما تحمله المسابقة المحلية على جائزة خادم الحرمين الشريفين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره من معانٍ عظيمة وأهداف تربوية تعود على النشء بالفائدة. وعبَّر مدير عام فرع «الشؤون الإسلامية» في منطقة القصيم، سليمان بن علي الضالع، عن مضمون مماثل، إذ قال إن عناية قادة البلاد بتنظيم الفعاليات التي تهتم بالقرآن وعلومه والحديث الشريف تعدُّ استشعاراً لقيمة تعليم القرآن والحديث في بناء أبناء الوطن وترسيخ المنهج الرباني في عقول الناشئة. وعدَّ الضالع المسابقة المحلية على جائزة خادم الحرمين الشريفين انعكاساً لحرص ولاة الأمر على النشء وتوجيههم التوجيه السليم بما يتوافق مع سماحة الدين في وسطيته واعتداله. وأشاد بما تبذله «الشؤون الإسلامية» من اهتمام بالمسابقات القرآنية بما يجسد الصورة المضيئة لتوجيهات ولي أمر هذه البلاد التي تسعى بجهد حثيث إلى الرفع من شأن الدعوة والإرشاد بشكلهما القويم السليم.