حدَّدت لجنة حقوق الإنسان العربية عدد الدول المصدِّقة حتى الآن على الميثاق العربي لحقوق الإنسان ب 14 دولة. واعتبرت اللجنة أن المنظومة العربية قطعت شوطاً مهماً في مجال تعزيز واحترام حقوق الإنسان و»لا تزال أمامها مهام كبيرة»، مبديةً ثقتها في قدرة الدول العربية على تعزيز فاعلية المنظومة الإقليمية لحقوق الإنسان «على الرغم من كل الظروف المضطربة التي تمر بها بعض البلدان العربية والأحداث الدامية التي تشهدها المنطقة». وأفاد رئيس اللجنة، الدكتور هادي بن علي اليامي، بتلقِّيها نحو 10 تقارير من الدول العربية المصدِّقة على الميثاق؛ بينها 8 تقارير صدرت ملاحظات وتوصيات بشأنها. وعدَّ اليامي الاحتلال والإرهاب والفقر والجهل صوراً تصادر الكرامة الإنسانية وتمنع المواطن العربي من التمتع بالقيم السامية التي أكدت حقه في حياة كريمة على أسس الحرية والمساواة والعدالة بين البشر. ودعا، خلال ندوة نظمتها اللجنة في مقر الجامعة العربية في القاهرة أمس بمناسبة «اليوم العربي لحقوق الإنسان»، إلى تضافر الجهود العربية لإعلاء الكرامة الإنسانية لشعوب المنطقة. ورأى في الاحتفال ب «اليوم العربي لحقوق الإنسان» في ال 16 من مارس كلَّ عام تكريماً للإنسان في الوطن العربي وتذكيراً بحقوقه وحرياته وبالجهود العربية المشتركة في تعزيز واحترام حقوق الإنسان التي تكللت بإصدار الميثاق ودخوله حيز التنفيذ. وشدد رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، محمد بن سليمان الراشدي، بدوره على وجوب أن تثبِّت الدول ذات الأنظمة الحديثة في دساتيرها موضوع الكرامة الإنسانية كأساس ضمن حقوق الإنسان. ونبَّه الراشدي، خلال مشاركته في الندوة، إلى أهمية تعزيز وحماية حقوق الإنسان العربي في مفهومها الشامل والمتكامل «تأكيداً لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأحكام العهدين الدوليين الأمميين بشأن الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ مع الأخذ في الاعتبار الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي يمثل ركيزة أساسية من ركائز النظرة الشمولية في الأوطان العربية وإعلان القاهرة الخاص بحقوق الإنسان في الإسلام». وخلال الندوة نفسها؛ اعتبر نائب رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان العربي، جاسم عبدالله النقبي، أنه «لا يمكن مناقشة الكرامة الإنسانية للمواطن العربي دون التوقف عند أهم انتهاكات حقوق الانسان في العالم، وهي الانتهاكات الصهيونية المفضوحة للشعب الفلسطيني التي تُعدُّ مخالفة وتحدياً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تعترف للشعب الفلسطيني بحقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس». وحذر النقبي، وهو عضو في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، من خطورة الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية «في ظل تنامي ظاهرة الاٍرهاب وتمدد تنظيم داعش الإرهابي وما تقوم به عناصره الإرهابية المأجورة والمدعومة من الخارج بهدف زرع الفتن وضرب انسجام الشعب العربي وأمنه القومي». ولفت إلى اهتمام البرلمان العربي بقضايا حقوق الإنسان «التي أصبحت تتصدر جدول أعماله ولجانه الدائمة لتقديم الإضافة النوعية المطلوبة لدعم دور مؤسسات حقوق الإنسان وتذليل العقبات التي تقف أمامها وتعزيز حقوق المواطن العربي». إلى ذلك؛ دعا وزير حقوق الإنسان اليمني، عز الدين الأصبحي، إلى إيلاء الملف الحقوقي في بلاده أهمية كبيرة، حاثاً الدول العربية على الاستمرار في دعم مواطنيه. وعدَّ الأصبحي انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن عمليةً ممنهجةً من قِبَل الانقلابيين الحوثيين، مندداً خصوصاً بحصارهم المدن. ووفقاً له؛ سجَّلت حكومته 1472 حالة اختطاف قسري لناشطين سياسيين، و8 آلاف قتيل في عموم بلاده، فضلاً عن 15 ألف جريح في مدينة تعز وحدها «التي دُمِّرَت 80% من بنيتها الأساسية ومرافقها الحيوية». وأشاد الأصبحي بموقف الجامعة العربية والتحالف العربي بقيادة المملكة الداعم للشرعية الدستورية في بلاده ما أسهم في استعادة عديد من المناطق التي سيطر عليها الانقلاب الحوثي وأدى إلى تجنُّب مرحلة أكثر دموية. وتعتزم لجنة حقوق الإنسان العربية زيارة مخيمات اللاجئين اليمنيين في جيبوتي الأسبوع المقبل للاطلاع على أوضاعهم، بحسب رئيسها اليامي.